فتنة خلق الزمان والمكان
يقول الله عز وجل في الحديث القدسي " يُؤذيني ابن آدم؛ يسبُّ الدهر، وأنا الدهر، أُقلِّب الليل والنَّهار " والدهر هو الزمان بلغتنا الدارجة. لذا فالله لم يخلق الزمان ، ولكنه خلق تقلب الليل والنهار لنستدل به على الزمان ، فيقول تعالى " وَهُوَ الَّذِي خَلَقَ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ ۖ كُلٌّ فِي فَلَكٍ يَسْبَحُونَ " (الليل 33) . كذلك الله لم يخلق المكان ، والمقصود بالمكان هو عموم الإتجاهات الستة وهي " فوق ، تحت ، يمين ، شمال ، أمام ، خلف " . فالله لم يخلق هذة الإتجاهات ، ولكنه خلق الموجودات التي نستدل بها على المكان . فيقول تعالى " وَلَقَدْ خَلَقْنَا فَوْقَكُمْ سَبْعَ طَرَائِقَ وَمَا كُنَّا عَنِ الْخَلْقِ غَافِلِينَ " ( المؤمنون 17) . والفوق يشمل التحت . فالله خلق السموات لنستدل بها على الأرض وكرويتها ، فيقول تعالى " وَالْأَرْضَ بَعْدَ ذَلِكَ دَحَاهَا " ( النازعات 30) . لذا فإنه في أي موضع في الأرض تكون السماء فوقك كما بالآية . وما ينطبق على الفوق والتحت ، ينطبق على اليمين والشمال ، وينطبق على الأمام والخلف .