وظائف القلب في القرآن
خلق الله الإنسان في أحسن حالة ، فيقول تعالى "لَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسَانَ فِي أَحْسَنِ تَقْوِيمٍ * ثُمَّ رَدَدْنَاهُ أَسْفَلَ سَافِلِينَ " (التين 4 - 5) .
وتتكامل وظائف أعضاء جسم الإنسان ليؤدي دوره في الحياة . فعن النعمان بن بشير -رضي الله عنهما- قال: قال رسول الله ﷺ " مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم مثل الجسد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى" [متفق عليه ].
ومن أعضاء جسم الإنسان القلب ، الذي إن صلح صلح سائر الجسد ، فعن النعمان بن بشير رضي الله عنهما قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : " ألا وإن في الجسد مضغة إذا صلحت صلح الجسد كله، وإذا فسدت فسد الجسد كله، ألا وهي القلب " [متفق عليه ].
ويعتقد البعض أن المتحكم في جسم الإنسان هو المخ الذي في دماغ الإنسان . ويعتقدون أنه يصدر الأوامر لباقي أعضاء الجسد . ويظنون أن القلب هو مجرد مضخة للدم في الجسم .
إلا أنه وبتدبر آيات القرآن الكريم ، نجد أن القلب هو مصدر معظم الوظائف .
فالتدبر يصدر من القلب ، فيقول تعالى " أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ أَمْ عَلَىٰ قُلُوبٍ أَقْفَالُهَا " (محمد 24) .
والعقل يصدر من القلب ، فيقول تعالى " أَفَلَمْ يَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَتَكُونَ لَهُمْ قُلُوبٌ يَعْقِلُونَ بِهَا أَوْ آذَانٌ يَسْمَعُونَ بِهَا ۖ فَإِنَّهَا لَا تَعْمَى الْأَبْصَارُ وَلَٰكِن تَعْمَى الْقُلُوبُ الَّتِي فِي الصُّدُورِ " ( الحج 46) .
والتفقه يصدر من القلب ، فيقول تعالى " وَلَقَدْ ذَرَأْنَا لِجَهَنَّمَ كَثِيرًا مِّنَ الْجِنِّ وَالْإِنسِ ۖ لَهُمْ قُلُوبٌ لَّا يَفْقَهُونَ بِهَا وَلَهُمْ أَعْيُنٌ لَّا يُبْصِرُونَ بِهَا وَلَهُمْ آذَانٌ لَّا يَسْمَعُونَ بِهَا ۚ أُولَٰئِكَ كَالْأَنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ ۚ أُولَٰئِكَ هُمُ الْغَافِلُونَ " (الأعراف 179) .
وإذا أراد الله أن يُضل إنسانا ، فإنه يُفسد قلبه لا غيره من الأعضاء ، فيقول تعالى " كَذَٰلِكَ يَطْبَعُ اللَّهُ عَلَىٰ كُلِّ قَلْبِ مُتَكَبِّرٍ جَبَّارٍ " ( غافر 35 ) . ويقول تعالى " خَتَمَ اللَّهُ عَلَىٰ قُلُوبِهِمْ وَعَلَىٰ سَمْعِهِمْ ۖ وَعَلَىٰ أَبْصَارِهِمْ غِشَاوَةٌ ۖ وَلَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ " ﴿البقرة ٧ ﴾. ويقول تعالى "فِي قُلُوبِهِم مَّرَضٌ فَزَادَهُمُ اللَّهُ مَرَضًا ۖ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ بِمَا كَانُوا يَكْذِبُونَ " ﴿البقرة ١٠ ﴾ .
وكما ذكرنا في مقال سابق أن الدليل على الموت هو غياب كل من حاستي السمع والبصر ، لذا فإنه عند غياب كل من حاستي السمع والبصر في الإنسان يتوقف القلب عن العمل . وكما يقول تعالى " وَلَا تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُولَئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْئُولًا " (الإسراء 36) .
والفؤاد هو وظيفة القلب الرئيسية ، كما أن السمع هو وظيفة الأذن الرئيسية ، والبصر هو وظيفة العين الرئيسية .
هذا ولن نوفي القلب حقه في مقال واحد .
ندعو الله أن يهدينا وإياكم سواء السبيل .
هذا وبالله التوفيق .
محمد عبد الرحيم الغزالي
![]() |
وظائف القلب في القرآن |
سبحان الله الخالق العظيم
ردحذف