الفرق بين الحمد والشكر في القرآن
الشكر هو الثناء على الله على نعمة ، تبتغي المزيد منها ، فيقول تعالى " وَإِذْ تَأَذَّنَ رَبُّكُمْ لَئِنْ شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْ وَلَئِنْ كَفَرْتُمْ إِنَّ عَذَابِي لَشَدِيدٌ " (إبراهيم 7) .
والشكر أعم من الحمد ، والحمد هو الثناء على الله على نعمة ، لا تبتغي المزيد منها .
فنحن نؤمن بآيات الكتاب ولا نبتغي المزيد من الآيات بعد نزولها ، فيقول تعالى " الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَنْزَلَ عَلَى عَبْدِهِ الْكِتَابَ وَلَمْ يَجْعَلْ لَهُ عِوَجًا " (الكهف 1) . وهنا ذُكر الحمد ولم يُذكر الشكر .
كذلك نحن نحمد الله على خلق السماوات والأرض ولا نبتغي المزيد من هذة النعمة ، فيقول تعالى " الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَجَعَلَ الظُّلُمَاتِ وَالنُّورَ ثُمَّ الَّذِينَ كَفَرُوا بِرَبِّهِمْ يَعْدِلُونَ " (الأنعام 1) . وهنا أيضاً ذُكر الحمد ولم يُكر الشكر .
والإنسان يشكر ربه على نعمة الطيبات من الرزق ، وفي ذات الوقت يبتغي المزيد من هذة النعمة ، في قوله تعالى " وَرَزَقَكُمْ مِنَ الطَّيِّبَاتِ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ " (الأنفال 26) .
والإنسان في القرآن مأمور بالشكر لا الحمد ، فيقول تعالى في أكثر من موضع في القرآن " لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ " (الأنفال 26) . ولا تجد الحث على الحمد ، بل هو حقيقة نؤمن بها ، كما نؤمن بخلق السماوات والأرض ونحمد الله على هذة النعمة .
هذا ونكتفي بهذا القدر .
ندعو الله أن يهدينا وإياكم سواء السبيل .
هذا وبالله التوفيق .
محمد عبد الرحيم الغزالي
![]() |
الفرق بين الحمد والشكر في القرآن |
تعليقات
إرسال تعليق