حكم منع الضرائب في العصر الحديث
لقد حث الله عز وجل المؤمنين على الإنفاق في سبيل الله ، فيقول تعالى " الَّذِينَ يُنْفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ ثُمَّ لَا يُتْبِعُونَ مَا أَنْفَقُوا مَنًّا وَلَا أَذًى لَهُمْ أَجْرُهُمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ وَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ " ( البقرة 262 ) .
وجعل الله عز وجل ، مصرف " في سبيل الله " ، أحد مصارف الزكاة و الصدقات ، فيقول تعالى " إِنَّمَا الصَّدَقَاتُ لِلْفُقَرَاءِ وَالْمَسَاكِينِ وَالْعَامِلِينَ عَلَيْهَا وَالْمُؤَلَّفَةِ قُلُوبُهُمْ وَفِي الرِّقَابِ وَالْغَارِمِينَ وَفِي سَبِيلِ اللَّهِ وَابْنِ السَّبِيلِ ۖ فَرِيضَةً مِّنَ اللَّهِ ۗ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ " ( التوبة 60) .
وقد اتفق العلماء قديماً وحديثاً على أن تجهيز الجيش هو أحد مشمولات مصرف في سبيل الله من مصارف الزكاة والصدقات .
وفي العصر الحديث ، يُنفق على الجيش الوطني من أموال الضرائب المستحدثة ، جنباً إلى جنب مع الإنفاق على المرافق العامة من صحة وتعليم وطرق وغيرها .
وقد اتفق العلماء قديماً وحديثاً على أن منع الزكاة من الكبائر ، فيقول تعالى " وَالَّذِينَ يَكْنِزُونَ الذَّهَبَ وَالْفِضَّةَ وَلَا يُنْفِقُونَهَا فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَبَشِّرْهُمْ بِعَذَابٍ أَلِيمٍ " ( التوبة 34)
لذا فإذا كانت أموال الضرائب المستحدثة في العصر الحديث تُنفق في سبيل الله على الجيش الوطني وعلى المرافق العامة ، فإن حكم منع الضرائب هو كحكم منع الزكاة ، وهو من الكبائر .
كما يجوز لدافعي الضرائب من الشخصيات الطبيعية خصم مبلغ الضرائب المفروضة عليهم كضرائب الدخل من مبلغ الزكاة المفروضة قديماً ، وذلك عملاً بأن أموال الضرائب تنفق في سبيل الله ومنها الإنفاق على الجيش الوطني .
ندعو الله أن يهدينا وإياكم سواء السبيل .
هذا وبالله التوفيق .
محمد عبد الرحيم الغزالي
![]() |
حكم منع الضرائب في العصر الحديث |
الضرائب ليست بديلا للزكاة ومداخيل بيت مال المسلمين
ردحذف