الصلاة وحجاب النساء في القرآن والحديث النبوي

     كنا قد كتبنا مقالاً  بعنوان حجاب النساء ما بين كبائر الذنوب والفوز بالجنة وتوصلنا لنتيجة أن حجاب النساء أحد أسباب الرحمة ومغفرة الذنوب ، في قوله تعالى " يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُل لِّأَزْوَاجِكَ وَبَنَاتِكَ وَنِسَاءِ الْمُؤْمِنِينَ يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِن جَلَابِيبِهِنَّ ۚ ذَٰلِكَ أَدْنَىٰ أَن يُعْرَفْنَ فَلَا يُؤْذَيْنَ ۗ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَّحِيمًا " (الأحزاب 59) .

 

وقد بينا في مقال آخر بعنوان مدى جواز الإستغفار للمشركين وأهل الكتاب إرتباط الرحمة بالمغفرة في أكثر من موضع بالقرآن .

 

ومن أحد أسباب الرحمة ومغفرة الذنوب في القرآن ، إقامة الصلاة ، في الآيات :

  . " وَأَقِمِ الصَّلَاةَ طَرَفَيِ النَّهَارِ وَزُلَفًا مِنَ اللَّيْلِ إِنَّ الْحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئَاتِ ذَلِكَ ذِكْرَى لِلذَّاكِرِينَ  " ( هود 114 ) .

  . " وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَآَتُوا الزَّكَاةَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ  " ( النور 56 ) .

  . " وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ يَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَيُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَيُطِيعُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ أُولَئِكَ سَيَرْحَمُهُمُ اللَّهُ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ " ( التوبة 71 ) .

  . " رَبِّ اجْعَلْنِي مُقِيمَ الصَّلَاةِ وَمِنْ ذُرِّيَّتِي رَبَّنَا وَتَقَبَّلْ دُعَاءِ * رَبَّنَا اغْفِرْ لِي وَلِوَالِدَيَّ وَلِلْمُؤْمِنِينَ يَوْمَ يَقُومُ الْحِسَابُ " ( إبراهيم 40 - 41 ) .

 

وعن فضل الصلاة في الحديث النبوي ، عن أَبي هُريرة رضى الله عنه أَنَّ رَسُولِ اللَّهِ ﷺ قَالَ: ( الصَّلواتُ الخَمْسُ، والجُمُعةُ إِلى الجُمُعَةِ، كفَّارةٌ لِمَا بَيْنهُنَّ، مَا لَمْ تُغش الكبَائِرُ ) رواه مسلم .


لذا فيشترط لقبول صلاة المرأة التي بلغت سن المحيض ستر العورة وإرتداء الحجاب الشرعي .

 

ففي الحديث النبوي ، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( لا يقبَلُ اللهُ صَلاةَ حائِضٍ إلَّا بخِمارٍ ) ، أي: لا تَكونُ الصَّلاةُ مَقبولةً مِنَ المرأةِ الَّتي بلَغَت سِنَّ الحيضِ وأصبَحَ يَجْري علَيها القلَمُ،"إلَّا بخِمارٍ"، والمراد بالخِمارِ هنا: غِطاءُ الرَّأسِ والعُنقِ [ الدرر السنيه ] .

 

وهذا الحديث لهو دليل على أن ترك المرأة للحجاب ليس من الكبائر ، كما ذكرنا من قبل ، ولكنه إثم .


ندعو الله أن يهدينا وإياكم سواء السبيل .

هذا وبالله التوفيق .

محمد عبد الرحيم الغزالي

 

 


 
 
 
 
 
الصلاة وحجاب النساء في القرآن والحديث النبوي
الصلاة وحجاب النساء في القرآن والحديث النبوي

 
 
 
 
 
 

تعليقات

  1. لا أظن أن هذه الآية لها علاقة بالحجاب، وليست أمرا من الله وإنما حل لتجنب ما يلاقيه النساء من اتهامات عند مرورهن أو كلامهن وتعاملهن مع الغرباء، فيختلقون لهن قصة تؤديهن في سمعتهن، وخصوصا عندما يشار إليهن بالإسم أو بالعلاقة الأبوية أو الزوجية؛ فتؤدين هن وكل من له صلة بهن. ولو كان أمرا لما بدأه الله بكلمة "قل" ، ولكان أمره مباشرا للنساء، كما اعتاد سبحانه مخاطبة المؤمنين في كتابه العزيز، أما مسألة جعل كلمة "يدنين" على أنها أمر بالحجاب، فهذا لا يمكنه أن يستقيم؛ كون كلمة "يدنين" تبقى نسبية حسب طول الثوب وشكله؛ وبالتالي فهو غطاء جزئي يراد به تغطية الوجه لكي لا يعرفن فيؤدين، وهنا بين لنا الله العلة من اقتراحه لهذا الحل، إذا، من المؤكد أنه ليس إخفاء للجسد كله. وهذا التفسير نستنبطه بمجرد قراءتنا الآية التي تأتي قبل الآية المذكورة مباشرة. وَٱلَّذِينَ يُؤۡذُونَ ٱلۡمُؤۡمِنِينَ وَٱلۡمُؤۡمِنَٰتِ بِغَيۡرِ مَا ٱكۡتَسَبُواْ فَقَدِ ٱحۡتَمَلُواْ بُهۡتَٰنٗا وَإِثۡمٗا مُّبِينٗا ٨٥

    ردحذف

إرسال تعليق

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

الموت وعلاقته بالسمع والبصر في القرآن

أسباب العذاب في الدنيا في القرآن

من خصائص بيت الله

حجاب النساء ما بين كبائر الذنوب والفوز بالجنة

الحب المنبوذ في القرآن

حب الأبناء في القرآن

حب الأوطان في القرآن والحديث النبوي

حب الأنداد في القرآن

إدعاء محبة الله لليهود والنصارى

معاني الحب في القرآن