معاني الصبر في القرآن
نواصل في هذا المقال ، متابعة ما بدأناه عن معاني بعض المصطلحات في القرآن الكريم بإستخدام التضاد ، وكما يقول الشاعر " بضدها تتبين الأشياء " ، وفي هذا المقال نوضح بعض معاني مصطلح " الصبر " في القرآن .
أول المعاني لمصطلح الصبر لدينا هو ضد " الجزع " في قوله تعالى " سَوَاءٌ عَلَيْنَا أَجَزِعْنَا أَمْ صَبَرْنَا مَا لَنَا مِنْ مَحِيصٍ " ( إبراهيم 21 ) .
ثاني المعاني لدينا هو ضد " الاستعتاب " في قوله تعالى " فَإِنْ يَصْبِرُوا فَالنَّارُ مَثْوًى لَهُمْ وَإِنْ يَسْتَعْتِبُوا فَمَا هُمْ مِنَ الْمُعْتَبِينَ " (فصلت 24 ) . وفي هذا السياق نذكر تفسير القرطبي لهذة الآية " فإن يصبروا في النار أو يجزعوا فالنار مثوى لهم أي : لا محيص لهم عنها ، ودل على الجزع قوله : وإن يستعتبوا لأن المستعتب جزع ، والمعتب المقبول عتابه "
ثالث المعاني لدينا هو ضد " الاستعجال " في قوله تعالى " فَاصْبِرْ كَمَا صَبَرَ أُولُو الْعَزْمِ مِنَ الرُّسُلِ وَلَا تَسْتَعْجِلْ لَهُمْ كَأَنَّهُمْ يَوْمَ يَرَوْنَ مَا يُوعَدُونَ لَمْ يَلْبَثُوا إِلَّا سَاعَةً مِنْ نَهَارٍ بَلَاغٌ فَهَلْ يُهْلَكُ إِلَّا الْقَوْمُ الْفَاسِقُونَ " ( الأحقاف 35 ) .
رابع المعاني لدينا هو ضد " الضلال " في قوله تعالى "وَلَمَنْ صَبَرَ وَغَفَرَ إِنَّ ذَلِكَ لَمِنْ عَزْمِ الْأُمُورِ * وَمَنْ يُضْلِلِ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِنْ وَلِيٍّ مِنْ بَعْدِهِ وَتَرَى الظَّالِمِينَ لَمَّا رَأَوُا الْعَذَابَ يَقُولُونَ هَلْ إِلَى مَرَدٍّ مِنْ سَبِيلٍ " ( الشورى 43 – 44 ) . وقد ذكرنا ذلك في مقال سابق عن معاني الضلال في القرآن .
خامس المعاني لدينا هو ضد " العقاب " في قوله تعالى " وَإِنْ عَاقَبْتُمْ فَعَاقِبُوا بِمِثْلِ مَا عُوقِبْتُم بِهِ ۖ وَلَئِن صَبَرْتُمْ لَهُوَ خَيْرٌ لِّلصَّابِرِينَ " (النحل 126) .
سادس المعاني لدينا هو ضد " التكذيب " في قوله تعالى " وَلَقَدْ كُذِّبَتْ رُسُلٌ مِنْ قَبْلِكَ فَصَبَرُوا عَلَى مَا كُذِّبُوا وَأُوذُوا حَتَّى أَتَاهُمْ نَصْرُنَا وَلَا مُبَدِّلَ لِكَلِمَاتِ اللَّهِ وَلَقَدْ جَاءَكَ مِنْ نَبَإِ الْمُرْسَلِينَ " ( الأنعام 34 ) .
سابع المعاني لدينا هو ضد " الأذى " في قوله تعالى " وَلَنَصْبِرَنَّ عَلَى مَا آَذَيْتُمُونَا " ( إبراهيم 12 ) .
ثامن المعاني لدينا هو ضد " التنازع " في قوله تعالى " وَأَطِيعُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَا تَنَازَعُوا فَتَفْشَلُوا وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ وَاصْبِرُوا إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ " ( الأنفال 46 ) .
تاسع المعاني لدينا هو ضد " الغُلب " في قوله تعالى " إِنْ يَكُنْ مِنْكُمْ عِشْرُونَ صَابِرُونَ يَغْلِبُوا مِائَتَيْنِ" ( الأنفال 65 ) .
عاشر المعاني لدينا هو ضد " العصيان " في قوله تعالى " قَالَ سَتَجِدُنِي إِنْ شَاءَ اللَّهُ صَابِرًا وَلَا أَعْصِي لَكَ أَمْرًا " ( الكهف 69 ) .
المعنى الحادي عشر لدينا هو ضد " الفرح والفخر " في قوله تعالى " وَلَئِنْ أَذَقْنَاهُ نَعْمَاءَ بَعْدَ ضَرَّاءَ مَسَّتْهُ لَيَقُولَنَّ ذَهَبَ السَّيِّئَاتُ عَنِّي إِنَّهُ لَفَرِحٌ فَخُورٌ * إِلَّا الَّذِينَ صَبَرُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ أُولَئِكَ لَهُمْ مَغْفِرَةٌ وَأَجْرٌ كَبِيرٌ " ( هود 10 – 11 ) .
المعنى الثاني عشر لدينا هو ضد " الفتنة " في قوله تعالى " ثُمَّ إِنَّ رَبَّكَ لِلَّذِينَ هَاجَرُوا مِنْ بَعْدِ مَا فُتِنُوا ثُمَّ جَاهَدُوا وَصَبَرُوا إِنَّ رَبَّكَ مِنْ بَعْدِهَا لَغَفُورٌ رَحِيمٌ " ( النحل 110 ) .
المعنى الثالث والعشرون لدينا ، هو ضد " الكفر " ، في قوله تعالى " وَكَأَيِّنْ مِنْ نَبِيٍّ قَاتَلَ مَعَهُ رِبِّيُّونَ كَثِيرٌ فَمَا وَهَنُوا لِمَا أَصَابَهُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَمَا ضَعُفُوا وَمَا اسْتَكَانُوا وَاللَّهُ يُحِبُّ الصَّابِرِينَ * وَمَا كَانَ قَوْلَهُمْ إِلَّا أَنْ قَالُوا رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا وَإِسْرَافَنَا فِي أَمْرِنَا وَثَبِّتْ أَقْدَامَنَا وَانْصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ " (آل عمران 146 - 147) .
هذا وقد يكون للصبر معاني أخرى لم نجمعها في هذا المقال .
ندعو الله أن يهدينا وإياكم سواء السبيل .
هذا وبالله التوفيق .
محمد عبد الرحيم الغزالي
![]() |
معاني الصبر في القرآن |
تعليقات
إرسال تعليق