حجاب النساء ما بين كبائر الذنوب والفوز بالجنة
حث الله نبيه في قرآنه المجيد على أن يأمر نساء المؤمنين بالحجاب فيقول تعالى " يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُل لِّأَزْوَاجِكَ وَبَنَاتِكَ وَنِسَاءِ الْمُؤْمِنِينَ يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِن جَلَابِيبِهِنَّ ۚ ذَٰلِكَ أَدْنَىٰ أَن يُعْرَفْنَ فَلَا يُؤْذَيْنَ ۗ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَّحِيمًا " (الأحزاب 59) .
وهنا حجاب النساء أحد أسباب مغفرة الذنوب عدا الكبائر وكذلك أحد اسباب الرحمة فقد قال تعالى في ذات السياق " وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَّحِيمًا " (الأحزاب 59) .
وجاء في الحديث النبوي قوله صلى الله عليه وسلم لأسماء بنت أبي بكر " ( يا اسماء ان المرآه اذا بلغت المحيض لم يصح ان يرى منها الا هذا وهذا ) واشار الى وجهه و كفيه "
ولم يذكر الله عز وجل عقوبة على تاركة الحجاب لذا فترك الحجاب ليس من الكبائر التي تعذب عليها المرأة في الدنيا أو الأخرة .
وكذلك الإلتزام بالحجاب ليس أحد أسباب الفوز بالجنة أو الإرتقاء في مراتب الجنة ، فللجنة أسباب أخرى ذكرناها في مقال سابق ولا يتسع المقام هنا لذكرها .
أما عن المتشددين الذين يجعلون الحجاب علي رأس التكليفات الشرعية للمرأة المؤمنة فنذكر لهم قول الإمام أحمد الطيب شيخ الأزهر في أحد البرامج " ليس كلُّ أمرٍ أو نهيٍ وَرَدَ في القُرآن الكريم والسُّنَّةِ المطهَّرةِ وَرَدَ على سبيلِ الوجوبِ والحُرمةِ، وهذا ما يهمُّنا بيانُه في هذا المقامِ؛ لأنَّ قدرًا كبيرًا من فَوْضَى الفتاوى المُعاصِرة، غيرِ المتخصِّصةِ عِلميًّا وأكاديميًّا مرجعُه إلى خلطِ المستحبِّ بالواجبِ، والمكروهِ بالحرامِ، وفي ذلك ما فيه من تَزَيُّدٍ وافتراءٍ على شريعةِ الإسلامِ، وأخطَرُ ما في هذا الأمرِ هو اقتحامُ هذا الفقهِ المُعْوَجِّ لحياتنا الاجتماعية، وبخاصةٍ: الأسريَّة منها، وما نتج عنه من فوضى الزواجِ والطلاق " [برنامج الإمام الطيب: 1442هـ/2021م ] .
هذا وكما ذكرنا قبل ، فحجاب النساء أحد أسباب الرحمة والمغفرة ، وتركه ليس بكبيره ، كما أن الإلتزام به ليس سبباً من أسباب الفوز بالجنة أو الإرتقاء في مراتب الجنة .
ندعو الله أن يهدينا وإياكم سواء السبيل .
هذا وبالله التوفيق .
محمد عبد الرحيم الغزالي
![]() |
حجاب النساء ما بين كبائر الذنوب والفوز بالجنة |
تعليقات
إرسال تعليق