حدود الطاعة في القرآن
كنا قد كتبنا مقالاً عن معاني الطاعة في القرآن ، وتوصلنا لنتيجة أن للطاعة أكثر من معنى حسب سياق الآيات في القرآن .وهنا في هذا المقال ، نوضح حدود الطاعة في القرآن .
فالطاعة قد تكون مطلوبة كما في قوله تعالى " يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنكُمْ " ( النساء 59 ) .
وقد تكون منبوذة كما في قوله تعالى " وَقَالُوا رَبَّنَا إِنَّا أَطَعْنَا سَادَتَنَا وَكُبَرَاءَنَا فَأَضَلُّونَا السَّبِيلَا " (الأحزاب 67) .
ونقول إن خيطاً رفيعاً يفصل بين طاعة أولي الأمر وطاعة السادة والكبراء . وفي عصرنا الحديث ، نقول أن طاعة أولي الأمر تكون للأنظمة والقوانين المعمول بها .
أما عن طاعة السادة والكبراء ، فنذكر هنا مثالاً من الواقع العملي ، ومثالنا هنا هو توجية بعض قادة الدول مواطنيهم بتحديد النسل . هذا الأمر الذي لا وجود له في الأنظمة والقوانين ، وقد تراجعت الدول التي حددت النسل عن القوانين المنظمة لذلك . ولكن ذلك ما هو إلا رغبات من هؤلاء الذين يضللوا مواطنيهم عن الطريق القويم .
وهنا نذكر قوله تعالى " قَدْ خَسِرَ الَّذِينَ قَتَلُوا أَوْلَادَهُمْ سَفَهًا بِغَيْرِ عِلْمٍ وَحَرَّمُوا مَا رَزَقَهُمُ اللَّهُ افْتِرَاءً عَلَى اللَّهِ ۚ قَدْ ضَلُّوا وَمَا كَانُوا مُهْتَدِينَ " ( الأنعام 140) . وقد ذكرنا في مقال سابق أن إنجاب الأطفال أحد أسباب الرزق .
كان هذا كي نعرف متى تكون الطاعة مطلوبة ومتى تكون منبوذة .
ندعو الله أن يهدينا وإياكم سواء السبيل .
هذا وبالله التوفيق .
محمد عبدالرحيم الغزالي
![]() |
حدود الطاعة في القرآن |
تعليقات
إرسال تعليق