طلبات الدُّعَاء في القرآن
الدُّعَاءُ في الإسلام هي عبادة تقوم على سؤال العبد ربَّه والطلب منه وهي عبادة من أفضل العبادات التي يحبها الله خالصةً له ولا يجوز أن يصرفها العبد إلى غيره [1] .
ولكي يكون الدعاء مستجاباً ، يجب أن نعلم ماذا نطلب في الدعاء ، فيقول تعالى " وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ ۖ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ ۖ فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ " ( البقرة 186) .
ونحن هنا نقول أن إستجابة الدعاء مرتبطة بمشيئة الله عز وجل ، لذا ستجدنا نبحث عن مواضع مشيئة الله لمعرفة طلبات اَلدُّعَاء في القرآن .
أول طلبات الدُّعَاء في القرآن في هذا المقال هو طلب الهُدى ، في الآيات :
. "قُلْ إِنَّ اللَّهَ يُضِلُّ مَنْ يَشَاءُ وَيَهْدِي إِلَيْهِ مَنْ أَنَابَ " ( الرعد 27 ) .
. " وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ رَسُولٍ إِلَّا بِلِسَانِ قَوْمِهِ لِيُبَيِّنَ لَهُمْ فَيُضِلُّ اللَّهُ مَنْ يَشَاءُ وَيَهْدِي مَنْ يَشَاءُ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ " ( ابراهيم 4 ) .
. " يَهْدِي مَنْ يَشَاءُ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ " ( البقرة 142 ) .
وقد كتبنا مقالات سابقة عن الهُدى وعلاقته بكل من الإيمان والتقوى وبينا أن الصراط المستقيم هو أعلى مراتب الهُدى .
ثاني الطلبات في هذا المقال هو طلب الرحمة والمغفرة في الآيات :
. " وَاللَّهُ يَخْتَصُّ بِرَحْمَتِهِ مَنْ يَشَاءُ " ( البقرة 105 )
. " فَيَغْفِرُ لِمَنْ يَشَاءُ وَيُعَذِّبُ مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ " ( البقرة 284 ) .
. " يُعَذِّبُ مَن يَشَاءُ وَيَرْحَمُ مَن يَشَاءُ ۖ وَإِلَيْهِ تُقْلَبُونَ " ( العنكبوت 21) .
وقد بينا في مقال سابق إرتباط الرحمة بالمغفرة في القرآن في مقال عن مدى جواز الإستغفار للمشركين وأهل الكتاب .
ثالث الطلبات هنا هو طلب الرزق كما في الآيات :
. " وَاللَّهُ يَرْزُقُ مَنْ يَشَاءُ بِغَيْرِ حِسَابٍ " ( البقرة 212 ).
. " إِنَّ رَبَّكَ يَبْسُطُ الرِّزْقَ لِمَنْ يَشَاءُ وَيَقْدِرُ إِنَّهُ كَانَ بِعِبَادِهِ خَبِيرًا بَصِيرًا " ( الإسراء 30 ) .
رابع الطلبات هنا هو طلب المُلك والعِزة كما في الآيات :
. " وَاللَّهُ يُؤْتِي مُلْكَهُ مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ " ( البقرة 247 ) .
. " قُلِ اللَّهُمَّ مَالِكَ الْمُلْكِ تُؤْتِي الْمُلْكَ مَنْ تَشَاءُ وَتَنْزِعُ الْمُلْكَ مِمَّنْ تَشَاءُ وَتُعِزُّ مَنْ تَشَاءُ وَتُذِلُّ مَنْ تَشَاءُ بِيَدِكَ الْخَيْرُ إِنَّكَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ " ( آل عمران 26 ) .
خامس الطلبات هنا هو طلب العِلم كما في قوله تعالى " وَعَلَّمَهُ مِمَّا يَشَاءُ " (البقرة 252 ) .
سادس الطلبات هنا هو طلب الحِكمة كما في قوله تعالى " يُؤْتِي الْحِكْمَةَ مَنْ يَشَاءُ وَمَنْ يُؤْتَ الْحِكْمَةَ فَقَدْ أُوتِيَ خَيْرًا كَثِيرًا وَمَا يَذَّكَّرُ إِلَّا أُولُو الْأَلْبَابِ " ( البقرة 269 ) .
سابع الطلبات هنا هو طلب النصر كما في الآيات :
. " وَاللَّهُ يُؤَيِّدُ بِنَصْرِهِ مَنْ يَشَاءُ " ( آل عمران 13 ) .
. " يَنْصُرُ مَنْ يَشَاءُ وَهُوَ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ " ( الروم 5 ) .
ثامن الطلبات هنا هو طلب التوبة كما في قوله تعالى " وَيَتُوبُ اللَّهُ عَلَى مَنْ يَشَاءُ " ( التوبة 15 ) .
تاسع الطلبات هنا هو طلب الغيث " ماء السماء " كما في الآيات :
. " وَيُرْسِلُ الصَّوَاعِقَ فَيُصِيبُ بِهَا مَنْ يَشَاءُ " ( الرعد 13 ) .
" أَفَرَأَيْتُمُ الْمَاءَ الَّذِي تَشْرَبُونَ * أَأَنْتُمْ أَنْزَلْتُمُوهُ مِنَ الْمُزْنِ أَمْ نَحْنُ الْمُنْزِلُونَ * لَوْ نَشَاءُ جَعَلْنَاهُ أُجَاجًا فَلَوْلَا تَشْكُرُونَ " ( الواقعة 68 - 70 ) .
عاشر الطلبات هنا هو طلب الولد كما في قوله تعالى " لِلَّهِ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ يَهَبُ لِمَنْ يَشَاءُ إِنَاثًا وَيَهَبُ لِمَنْ يَشَاءُ الذُّكُورَ * أَوْ يُزَوِّجُهُمْ ذُكْرَانًا وَإِنَاثًا وَيَجْعَلُ مَنْ يَشَاءُ عَقِيمًا إِنَّهُ عَلِيمٌ قَدِيرٌ " ( الشورى 49 - 50 ) .
الطلب الحادى عشر هنا هو طلب النفع كما في قوله تعالى " قُلْ لَا أَمْلِكُ لِنَفْسِي نَفْعًا وَلَا ضَرًّا إِلَّا مَا شَاءَ اللَّهُ " ( الأعراف 188 ) .
الطلب الثالث عشر هو طلب قبول العمل الصالح كما في قوله تعالى " سَتَجِدُنِي إِنْ شَاءَ اللَّهُ مِنَ الصَّالِحِينَ " ( القصص 24 ).
الطلب الرابع عشر هو طلب السمع والبصر كما في الآيات :
. "وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ لَذَهَبَ بِسَمْعِهِمْ وَأَبْصَارِهِمْ إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ " ( البقرة 20 ) .
. "إِنَّ اللَّهَ يُسْمِعُ مَنْ يَشَاءُ " ( فاطر 22 )
وأخيراً وليس آخراً فإن أسمى طلب يطلبه الإنسان من الله عز وجل في الدُّعَاء هو طلب الفوز بالجنة ، كما في قوله تعالى " سَابِقُوا إِلَى مَغْفِرَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا كَعَرْضِ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ أُعِدَّتْ لِلَّذِينَ آَمَنُوا بِاللَّهِ وَرُسُلِهِ ذَلِكَ فَضْلُ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ " ( الحديد 21 ).
ندعو الله أن يهدينا وإياكم سواء السبيل .
هذا وبالله التوفيق .
محمد عبد الرحيم الغزالي
1- الدعاء
![]() |
طلبات اَلدُّعَاءُ في القرآن |
تعليقات
إرسال تعليق