طبيعة السيد المسيح في القرآن
لقد كرم الله في قرآنه المجيد السيدة مريم العذراء في قوله تعالى " وَمَرْيَمَ ابْنَتَ عِمْرَانَ الَّتِي أَحْصَنَتْ فَرْجَهَا فَنَفَخْنَا فِيهِ مِن رُّوحِنَا وَصَدَّقَتْ بِكَلِمَاتِ رَبِّهَا وَكُتُبِهِ وَكَانَتْ مِنَ الْقَانِتِينَ " ( التحريم 12 ) .
كما كرم الله السيد المسيح عيسى إبن مريم وجرت على يده المعجزات منها كلامه في المهد في قوله تعالى " فَأَشَارَتْ إِلَيْهِ ۖ قَالُوا كَيْفَ نُكَلِّمُ مَن كَانَ فِي الْمَهْدِ صَبِيًّا * قَالَ إِنِّي عَبْدُ اللَّهِ آتَانِيَ الْكِتَابَ وَجَعَلَنِي نَبِيًّا " ( مريم 29 - 30) .
وقد إختلف أتباع السيد المسيح في طبيعته ، فمنهم من يقول أنه هو الله ، ومنهم من يقول أنه يجمع بين الطبيعة البشرية والطبيعة الإلهية .
نخصص هذا المقال لتوضيح طبيعة السيد المسيح في القرآن . فالمسيح عيسى إبن مريم في القرآن هو رسول الله وكلمته وروح منه في قوله تعالى " إِنَّمَا الْمَسِيحُ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ رَسُولُ اللَّهِ وَكَلِمَتُهُ أَلْقَاهَا إِلَىٰ مَرْيَمَ وَرُوحٌ مِّنْهُ ۖ " ( النساء 171 ) .
ولا نحتاج أن نوضح أن المسيح رسول الله ، فقد قال تعالى " مَّا الْمَسِيحُ ابْنُ مَرْيَمَ إِلَّا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِن قَبْلِهِ الرُّسُلُ وَأُمُّهُ صِدِّيقَةٌ ۖ كَانَا يَأْكُلَانِ الطَّعَامَ ۗ انظُرْ كَيْفَ نُبَيِّنُ لَهُمُ الْآيَاتِ ثُمَّ انظُرْ أَنَّىٰ يُؤْفَكُونَ " ( المائدة 75) .
ولكن نحتاج أن نوضح أن المسيح هو كلمة الله ، ولكي نوضحها يجب أن نقرأ فقرات من الإنجيل كتاب الله المقدس . ولا يتسع المقام هنا لسرد فقرات من الإنجيل . ولكن يمكن القول أن الإنجيل كان في معظمه عبارة عن حوار بين السيد المسيح وأصحابه الحواريين . لذا فكلمة الله عندنا تعني أن الإنجيل هو كلام الله وهو في ذات الوقت كلام السيد المسيح . بعكس القرآن الذي هو كلام الله أبلغه رسول الله للناس عن طريق الوحي .
ولكن المسيح ليس هو الله ، فلا يعني أن الكلام المتجسد المنقول عبر الهاتف الذي صنعه البشر ، أن الهاتف هو ذاته الإنسان ، وكذلك السيد المسيح ليس هو الله .
ويتضح ذلك من القرآن في قوله تعالى "وَالسَّلَامُ عَلَيَّ يَوْمَ وُلِدتُّ وَيَوْمَ أَمُوتُ وَيَوْمَ أُبْعَثُ حَيًّا " ( مريم 33) . فقد سلم المسيح على نفسه ، في حين أن نبي الله يحيى قد سلم الله عليه ، في قوله تعالى " وَسَلَامٌ عَلَيْهِ يَوْمَ وُلِدَ وَيَوْمَ يَمُوتُ وَيَوْمَ يُبْعَثُ حَيًّا " ( مريم 15 ).
لذا فالمسيح هو كلمة الله على الأرض التي ألقاها إلى مريم ، والمسيح ليس هو الله .
كذلك السيد المسيح هو روح من الله كما أن آدم هو روح من الله في قوله تعالى " فَإِذَا سَوَّيْتُهُ وَنَفَخْتُ فِيهِ مِن رُّوحِي فَقَعُوا لَهُ سَاجِدِينَ " (الحجر 29 ) .
ونختم بقوله تعالى " إِنَّ مَثَلَ عِيسَىٰ عِندَ اللَّهِ كَمَثَلِ آدَمَ ۖ خَلَقَهُ مِن تُرَابٍ ثُمَّ قَالَ لَهُ كُن فَيَكُونُ " ( آل عمران 59 ) .
ندعو الله أن يهدينا وإياكم سواء السبيل .
هذا وبالله التوفيق .
محمد عبد الرحيم الغزالي
المصادر
1 -
https://www.ebnmaryam.com/vb/showthread.php?t=32403
![]() |
طبيعة السيد المسيح في القرآن |
تعليقات
إرسال تعليق