حقيقة الإسراء والمعراج في القرآن

        لقد ذُكر إسراء النبي من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى في القرآن في قوله تعالى " سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَىٰ بِعَبْدِهِ لَيْلًا مِّنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الْأَقْصَى الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ لِنُرِيَهُ مِنْ آيَاتِنَا ۚ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ " (الإسراء 1 ) .

والمسجد الأقصى هنا المقصود به المسجد الأقصى الموجود بأرض فلسطين المباركة ، مهبط الأنبياء ، لقوله تعالى " الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ " ( الإسراء 1 ) ولقوله تعالى "  وَنَجَّيْنَاهُ وَلُوطًا إِلَى الْأَرْضِ الَّتِي بَارَكْنَا فِيهَا لِلْعَالَمِينَ " ( الأنبياء 71 ) . وقد بينا في مقال سابق عن البركة في القرآن أن أرض فلسطين التاريخية من الأماكن المباركة .

كما ذُكرت أحداث معراج النبي إلى السماء في القرآن في سورة النجم ، كما ذُكر لفظ المعراج في القرآن في قوله تعالى "مِّنَ اللَّهِ ذِي الْمَعَارِجِ * تَعْرُجُ الْمَلَائِكَةُ وَالرُّوحُ إِلَيْهِ فِي يَوْمٍ كَانَ مِقْدَارُهُ خَمْسِينَ أَلْفَ سَنَةٍ " ( المعارج 3-4 ) ، وفي قوله تعالى " يَعْلَمُ مَا يَلِجُ فِي الْأَرْضِ وَمَا يَخْرُجُ مِنْهَا وَمَا يَنزِلُ مِنَ السَّمَاءِ وَمَا يَعْرُجُ فِيهَا ۚ وَهُوَ الرَّحِيمُ الْغَفُورُ " (سبأ 2)

وإذا كانت الملائكة تعرج إلى الله يوم القيامة وقد أمرهم الله بالسجود لآدم في قوله تعالى " وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَلَائِكَةِ اسْجُدُوا لِآدَمَ فَسَجَدُوا إِلَّا إِبْلِيسَ أَبَىٰ وَاسْتَكْبَرَ وَكَانَ مِنَ الْكَافِرِينَ " (البقرة 34) . فيمكن أن نستنتج أن بنى آدم أفضل من الملائكة ، لذا فليس من المستبعد أن يعرج أفضل خلق الله وخاتم الأنبياء إلى الله .


نقول ذلك للرد على طائفة تنكر أن الإسراء كان للمسجد الأقصى في أرض فلسطين التاريخية المباركة ، كما تنكر معراج النبي مستدلين بقوله تعالى " أَوْ يَكُونَ لَكَ بَيْتٌ مِّن زُخْرُفٍ أَوْ تَرْقَىٰ فِي السَّمَاءِ وَلَن نُّؤْمِنَ لِرُقِيِّكَ حَتَّىٰ تُنَزِّلَ عَلَيْنَا كِتَابًا نَّقْرَؤُهُ ۗ قُلْ سُبْحَانَ رَبِّي هَلْ كُنتُ إِلَّا بَشَرًا رَّسُولًا " (الإسراء 93) . فنقول لهم أن لفظ الرقي إلى السماء غير لفظ المعراج وهم ليسوا بالضرورة مترادفين . وهذة هي طريقتهم في تفسير معاني ألفاظ القرآن الكريم .

كان هذا عن حقيقة الإسراء والمعراج في القرآن .


ندعو الله أن يهدينا وإياكم سواء السبيل .

هذا وبالله التوفيق .

محمد عبد الرحيم الغزالي




حقيقة الإسراء والمعراج في القرآن
حقيقة الإسراء والمعراج في القرآن









تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

الموت وعلاقته بالسمع والبصر في القرآن

أسباب العذاب في الدنيا في القرآن

من خصائص بيت الله

حجاب النساء ما بين كبائر الذنوب والفوز بالجنة

الحب المنبوذ في القرآن

حب الأبناء في القرآن

حب الأوطان في القرآن والحديث النبوي

حب الأنداد في القرآن

إدعاء محبة الله لليهود والنصارى

معاني الحب في القرآن