الدين والشريعة في القرآن
كنا قد كتبنا مقالاً عن مصير أهل الكتاب يوم القيامة ،وتوصلنا لنتيجة بأن كون الإنسان من أهل الكتاب ليس سبباً منفرداً للعذاب أو سبباً منفرداً للفوز بالجنة ولكن التفاضل بين الناس على أساس التقوى والعمل الصالح والإحسان . وفي هذا المقال نرد ونفند ردود الفعل على هذا المقال .
وقد تركزت الإعتراضات على نتائج المقال على مخالفتها لقوله تعالى " وَمَن يَبْتَغِ غَيْرَ الْإِسْلَامِ دِينًا فَلَن يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الْآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ " (آل عمران 85) .
ونرد بأن سياق الآية يبدأ بقوله تعالى " قُلْ آمَنَّا بِاللَّهِ وَمَا أُنزِلَ عَلَيْنَا وَمَا أُنزِلَ عَلَىٰ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ وَالْأَسْبَاطِ وَمَا أُوتِيَ مُوسَىٰ وَعِيسَىٰ وَالنَّبِيُّونَ مِن رَّبِّهِمْ لَا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِّنْهُمْ وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ " (آل عمران 84) . وهنا يتضح أن المؤمنين مأمورون بالإيمان بما أوتى موسى وعيسى لكي يكونوا مسلمين .
كما نرد بقوله تعالى " إِنَّ الدِّينَ عِندَ اللَّهِ الْإِسْلَامُ" ( آل عمران 19 ) . وهي تعني بإعترافهم أن دين الإسلام هو دين جميع الرسل السابقين . ونضيف بأنه هو الدين الذي يحاسب على أساسه المرء يوم القيامة .
أما عن الفرق بين الدين والشريعة وأن الدين هو المظلة التي تضم كافة الشرائع كاليهودية والنصرانية والإسلام ، لقوله تعالى " شَرَعَ لَكُم مِّنَ الدِّينِ مَا وَصَّىٰ بِهِ نُوحًا وَالَّذِي أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ وَمَا وَصَّيْنَا بِهِ إِبْرَاهِيمَ وَمُوسَىٰ وَعِيسَىٰ ۖ أَنْ أَقِيمُوا الدِّينَ وَلَا تَتَفَرَّقُوا فِيهِ ۚ كَبُرَ عَلَى الْمُشْرِكِينَ مَا تَدْعُوهُمْ إِلَيْهِ ۚ اللَّهُ يَجْتَبِي إِلَيْهِ مَن يَشَاءُ وَيَهْدِي إِلَيْهِ مَن يُنِيبُ " (الشورى 13) .
فنقول بأنه طبقاً للآية السابقة فإن شريعة موسى وشريعة عيسى صالحة ، بل أن شريعة الإسلام مستوحاه منهم ، وذلك لا ينفى الإفتراءات التي دخلت على الكتب السماوية السابقة .
ونؤكد بأن العقيدة واحدة في كل من التوراة والإنجيل والقرآن ولكن الإختلافات ظهرت بعد ذلك وبعد الإفتراءات والتحريفات على الكتب السماوية .
أما إصرار البعض على التمسك بالتفسيرات القديمة ، فنقول بأن ذلك يدخل في إتخاذ بعضنا بعضاً أرباباً من دون الله ، وقد تعاهدنا نحن وأهل الكتاب على كلمة سواء في قوله تعالى " قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ تَعَالَوْا إِلَىٰ كَلِمَةٍ سَوَاءٍ بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ أَلَّا نَعْبُدَ إِلَّا اللَّهَ وَلَا نُشْرِكَ بِهِ شَيْئًا وَلَا يَتَّخِذَ بَعْضُنَا بَعْضًا أَرْبَابًا مِّن دُونِ اللَّهِ ۚ فَإِن تَوَلَّوْا فَقُولُوا اشْهَدُوا بِأَنَّا مُسْلِمُونَ " (آل عمران 64) .
وبعيداً عن عنوان المقال ، فنرد على قول البعض بأن الصابئة فئة كانت موجودة قبل خاتم الأنبياء ، فنقول هل يحاسب الله الناس قبل رسالة خاتم الأنبياء بطريقة ويحاسبهم بعد الرسالة بطريقة ، مع العلم بأن العقيدة واحدة في كل الكتب السماوية .
ونختتم بقوله تعالى "وَقُولُوا لِلنَّاسِ حُسْنًا " ( البقرة 83 ) .
ندعو الله أن يهدينا وإياكم سواء السبيل .
هذا وبالله التوفيق .
محمد عبد الرحيم الغزالي
المصادر :
1- إسلام ويب : الفرق بين الشريعة والدين
https://www.islamweb.net/ar/fatwa/68068/
تعليقات
إرسال تعليق