مصير أهل الكتاب يوم القيامة



   كنا قد كتبنا مقالات سابقة عن أسباب الفوز بالجنة في القرآن وعن أسباب العذاب في كل من الدنيا والآخرة في القرآن  وعن معاني كل من الكفر والإيمان في القرآن .


 وتوصلنا لنتيجة أن الإيمان القلبي العقائدي ليس سبباً منفرداً للفوز بالجنة مالم يلحقه تقوى أو عمل صالح أو إحسان .


وأن الكفر القلبي العقائدي ليس سبباً منفرداً للعذاب مالم يلحقه إجرام أو فساد في الأرض أو ظلم للنفس .


وفي هذا المقال سنتحدث عن مصير أهل الكتاب يوم القيامة وهل هم في الجنة أم في النار وذلك بتدبر آيات القرآن .


فالبعض يقول أن أهل الكتاب من اليهود والنصاري كفار ومصيرهم الخلود في النار ، وأقول لهم ما قاله الله عز وجل في كتابه العزيز  " كَذَٰلِكَ قَالَ الَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ مِثْلَ قَوْلِهِمْ " ( البقرة 113 ) ، وهنا " مثل قولهم " أي أن كل من اليهود والنصاري ليسوا على شئ لأن السياق كاملاً يبدأ بقوله تعالى "وَقَالَتِ الْيَهُودُ لَيْسَتِ النَّصَارَىٰ عَلَىٰ شَيْءٍ وَقَالَتِ النَّصَارَىٰ لَيْسَتِ الْيَهُودُ عَلَىٰ شَيْءٍ وَهُمْ يَتْلُونَ الْكِتَابَ " ( البقرة 113 ) . وأختتمت الآية بقوله تعالى " فَاللَّهُ يَحْكُمُ بَيْنَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فِيمَا كَانُوا فِيهِ يَخْتَلِفُونَ " (البقرة 113) ، ولو أن طرف من الأطراف يملك الحقيقة الكاملة لما أجل الله الفصل بين هذة الأطراف إلى يوم القيامة .


أما عن قوله تعالى "  وَقَالُوا لَن يَدْخُلَ الْجَنَّةَ إِلَّا مَن كَانَ هُودًا أَوْ نَصَارَىٰ ۗ تِلْكَ أَمَانِيُّهُمْ ۗ قُلْ هَاتُوا بُرْهَانَكُمْ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ * بَلَىٰ مَنْ أَسْلَمَ وَجْهَهُ لِلَّهِ وَهُوَ مُحْسِنٌ فَلَهُ أَجْرُهُ عِندَ رَبِّهِ وَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ " ( البقرة 111 - 112) . فالإسلام في قوله تعالى " بَلَىٰ مَنْ أَسْلَمَ وَجْهَهُ لِلَّهِ " هو مرتبة من مراتب التقوى وقد بينا في مقالات سابقة معاني الإسلام في القرآن والعلاقة بين الإيمان والتقوى .


ولو أن الإيمان القلبي العقائدي سبباً منفرداً للفوز بالجنة ، فما قول البعض في قوله تعالى " وَلَوْ آمَنَ أَهْلُ الْكِتَابِ لَكَانَ خَيْرًا لَّهُم ۚ مِّنْهُمُ الْمُؤْمِنُونَ وَأَكْثَرُهُمُ الْفَاسِقُونَ " ( آل عمران 110) ،  وهنا نجد أن من أهل الكتاب فئة مؤمنة وضد الإيمان في هذا السياق الفسق .



وقد أخبرنا الله عز وجل في كتابه العزيز أن أهل الكتاب من اليهود والنصارى يقبل منهم العمل الصالح ، والعمل الصالح أحد أسباب الفوز بالجنة ، حتى أن الله عز وجل أضاف إلى المؤمنين بخاتم الأنبياء وإلى اليهود والنصاري فئة تؤمن بالله واليوم الآخر تسمى الصابئة يقبل منها العمل الصالح كذلك ، في قوله تعالى  " إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَالَّذِينَ هَادُوا وَالنَّصَارَى وَالصَّابِئِينَ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ وَعَمِلَ صَالِحاً فَلَهُمْ أَجْرُهُمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ وَلا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلا هُمْ يَحْزَنُونَ " ( البقرة62 ) ، وهنا لقبول العمل الصالح يشترط الإيمان بالله واليوم الآخر فقط ولم يشترط الإيمان بالرسل .


وإضافة إلى المؤمنين بخاتم الأنبياء و أهل الكتاب والصابئين يوجد فئة تسمى المجوس وإضافة إليهم فئة المشركين ، ويفصل الله بين كل هذة الفئات يوم القيامة ، ولو أن فئة تمتلك الحقيقة الكاملة لما أجل الله الفصل بينهم إلى يوم القيامة ، في قوله تعالى "  إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَالَّذِينَ هَادُوا وَالصَّابِئِينَ وَالنَّصَارَى وَالْمَجُوسَ وَالَّذِينَ أَشْرَكُوا إِنَّ اللَّهَ يَفْصِلُ بَيْنَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ " ( الحج 17 ) .


أما عن دعوة أهل الكتاب إلى الإسلام في قوله تعالى " وَقُل لِّلَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ وَالْأُمِّيِّينَ أَأَسْلَمْتُمْ ۚ فَإِنْ أَسْلَمُوا فَقَدِ اهْتَدَوا ۖ وَّإِن تَوَلَّوْا فَإِنَّمَا عَلَيْكَ الْبَلَاغُ ۗ وَاللَّهُ بَصِيرٌ بِالْعِبَادِ " (آل عمران 20) . فالإسلام هنا هو ضد التولي وليس ضد الكفر القلبي  العقائدي .



وأهل الكتاب مدعون إلى توحيد الله في قوله تعالى " قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ تَعَالَوْا إِلَىٰ كَلِمَةٍ سَوَاءٍ بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ أَلَّا نَعْبُدَ إِلَّا اللَّهَ وَلَا نُشْرِكَ بِهِ شَيْئًا وَلَا يَتَّخِذَ بَعْضُنَا بَعْضًا أَرْبَابًا مِّن دُونِ اللَّهِ ۚ فَإِن تَوَلَّوْا فَقُولُوا اشْهَدُوا بِأَنَّا مُسْلِمُونَ " ( آل عمران 64) . لذا فيمكن القول أن عبادة الله تقبل من أهل الكتاب ، وضد العبادة و التوحيد هنا التولي كما بينا في مقال سابق عن معاني التولي في القرآن  .



وقد وصف الله فئة من أهل الكتاب بالصالحين بشرط الإيمان بالله واليوم الآخر والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر والمسارعة في الخيرات في قوله تعالى " لَيْسُوا سَوَاءً ۗ مِّنْ أَهْلِ الْكِتَابِ أُمَّةٌ قَائِمَةٌ يَتْلُونَ آيَاتِ اللَّهِ آنَاءَ اللَّيْلِ وَهُمْ يَسْجُدُونَ * يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَيُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ وَأُولَٰئِكَ مِنَ الصَّالِحِينَ * وَمَا يَفْعَلُوا مِنْ خَيْرٍ فَلَن يُكْفَرُوهُ ۗ وَاللَّهُ عَلِيمٌ بِالْمُتَّقِينَ "  (آل عمران 113- 115)  .


وقد أخذ الله العهد من أهل الكتاب ليبينن كتابه للناس في قوله تعالى " وَإِذْ أَخَذَ اللَّهُ مِيثَاقَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ لَتُبَيِّنُنَّهُ لِلنَّاسِ وَلَا تَكْتُمُونَهُ فَنَبَذُوهُ وَرَاءَ ظُهُورِهِمْ وَاشْتَرَوْا بِهِ ثَمَنًا قَلِيلًا ۖ فَبِئْسَ مَا يَشْتَرُونَ " ( آل عمران 187) . وهنا كتاب الله هو كل من التوراة والإنجيل ، مما يدل على صلاحية هذة الكتب السماوية بغض النظر عن الإفتراءات التي وردت عليها . ونحن أتباع خاتم الأنبياء مأمورين بالإيمان بكل الكتب السماوية .



ومن الأدلة على صلاحية التوراة والإنجيل ، قوله تعالى " قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لَسْتُمْ عَلَىٰ شَيْءٍ حَتَّىٰ تُقِيمُوا التَّوْرَاةَ وَالْإِنجِيلَ وَمَا أُنزِلَ إِلَيْكُم مِّن رَّبِّكُمْ " ( المائدة 68 ) .


كذلك لو أن الإيمان القلبي العقائدي بالقرآن سببا من أسباب الفوز بالجنة ، فما قول البعض فيما أخبرنا به الله عز وجل أن بعض أهل الكتاب يؤمنون بما أنزل إلينا وهو القرآن والإيمان هنا هو إيمان قلبي عقائدي ، ووعدهم الله بالأجر والثواب ، في قوله تعالى " وَإِنَّ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ لَمَن يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَمَا أُنزِلَ إِلَيْكُمْ وَمَا أُنزِلَ إِلَيْهِمْ خَاشِعِينَ لِلَّهِ لَا يَشْتَرُونَ بِآيَاتِ اللَّهِ ثَمَنًا قَلِيلًا ۗ أُولَٰئِكَ لَهُمْ أَجْرُهُمْ عِندَ رَبِّهِمْ ۗ إِنَّ اللَّهَ سَرِيعُ الْحِسَابِ " (آل عمران 199) . حتى أنهم يفرحون بما أنزل للرسول في قوله تعالى " وَالَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ يَفْرَحُونَ بِمَا أُنزِلَ إِلَيْكَ " ( الرعد 36 )


كذلك أخبرنا الله عز وجل أن فئة من أهل الكتاب راسخة في العلم تؤمن بالقرآن وبالكتب السماوية السابقة ، وسيؤتيهم الله أجراً عظيماً ، في قوله تعالى " لَّٰكِنِ الرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ مِنْهُمْ وَالْمُؤْمِنُونَ يُؤْمِنُونَ بِمَا أُنزِلَ إِلَيْكَ وَمَا أُنزِلَ مِن قَبْلِكَ ۚ وَالْمُقِيمِينَ الصَّلَاةَ ۚ وَالْمُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَالْمُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ أُولَٰئِكَ سَنُؤْتِيهِمْ أَجْرًا عَظِيمًا " (النساء 162) .


وما قول البعض في وعد الله لبعض النصاري والرهبان والقسيسين بالجنة بشرط الإيمان بما أنزل للرسول ، أي القرآن ، وقول الحق ، في قوله تعالى "  فَأَثَابَهُمُ اللَّهُ بِمَا قَالُوا جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا ۚ وَذَٰلِكَ جَزَاءُ الْمُحْسِنِينَ " ( المائدة 85 ) .


وقد أخبرنا الله عز وجل أن الجنة والنار ليست بأمانينا ولا أماني أهل الكتاب ولكن الجنة بالعمل الصالح والنار بالعمل السئ في قوله تعالى "  لَّيْسَ بِأَمَانِيِّكُمْ وَلَا أَمَانِيِّ أَهْلِ الْكِتَابِ ۗ مَن يَعْمَلْ سُوءًا يُجْزَ بِهِ وَلَا يَجِدْ لَهُ مِن دُونِ اللَّهِ وَلِيًّا وَلَا نَصِيرًا * وَمَن يَعْمَلْ مِنَ الصَّالِحَاتِ مِن ذَكَرٍ أَوْ أُنثَىٰ وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَأُولَٰئِكَ يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ وَلَا يُظْلَمُونَ نَقِيرًا " (النساء 123 - 124) .



أما عن الآيات التي تتحدث عن تكفير بعض أهل الكتاب ومنها :

   . قوله تعالى : " لَّقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قَالُوا إِنَّ اللَّهَ هُوَ الْمَسِيحُ ابْنُ مَرْيَمَ "  ( المائدة 72 ) .

  . قوله تعالى : "لَّقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قَالُوا إِنَّ اللَّهَ ثَالِثُ ثَلَاثَةٍ ۘ وَمَا مِنْ إِلَٰهٍ إِلَّا إِلَٰهٌ وَاحِدٌ " ( المائدة 73 ) .

  . قوله تعالى : " وَقَالَتِ الْيَهُودُ عُزَيْرٌ ابْنُ اللَّهِ وَقَالَتِ النَّصَارَى الْمَسِيحُ ابْنُ اللَّهِ ۖ ذَٰلِكَ قَوْلُهُم بِأَفْوَاهِهِمْ ۖ يُضَاهِئُونَ قَوْلَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِن قَبْلُ ۚ قَاتَلَهُمُ اللَّهُ ۚ أَنَّىٰ يُؤْفَكُونَ  " (التوبة 30) .


فالكفر هنا هو كفر قلبي عقائدي لبعض أهل الكتاب وليس كل أهل الكتاب ، والكفر القلبي العقائدي لا يستحق صاحبه عذاب ما لم يكن مصحوباً بإجرام أو فساد في الأرض أو ظلم للنفس .


كما أن القتال في قوله تعالى " قَاتَلَهُمُ اللَّهُ " ( التوبة 30 ) بمعنى السب واللعن وليس بمعنى العذاب


أما عن  قوله تعالى : " تَرَىٰ كَثِيرًا مِّنْهُمْ يَتَوَلَّوْنَ الَّذِينَ كَفَرُوا ۚ لَبِئْسَ مَا قَدَّمَتْ لَهُمْ أَنفُسُهُمْ أَن سَخِطَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ وَفِي الْعَذَابِ هُمْ خَالِدُونَ " ( المائدة  80 )  . فسبب الخلود في العذاب هو تولي الكفار وليس الكفر القلبي العقائدي .



أما عن وصفهم بعضهم بالشرك ، في قوله تعالى " اتَّخَذُوا أَحْبَارَهُمْ وَرُهْبَانَهُمْ أَرْبَابًا مِّن دُونِ اللَّهِ وَالْمَسِيحَ ابْنَ مَرْيَمَ وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا إِلَٰهًا وَاحِدًا ۖ لَّا إِلَٰهَ إِلَّا هُوَ ۚ سُبْحَانَهُ عَمَّا يُشْرِكُونَ " (التوبة 31)  . فهو إقرار لحقيقة عدم إستجابة بعضهم لدعوة التوحيد وليس وعد بالعذاب .


آما عن بعض الآيات التي تتحدث صراحة عن عذاب الكفار من أهل الكتاب في الآيات :

  . " وَإِن لَّمْ يَنتَهُوا عَمَّا يَقُولُونَ لَيَمَسَّنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ " ( المائدة 73)

   . " إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ وَالْمُشْرِكِينَ فِي نَارِ جَهَنَّمَ خَالِدِينَ فِيهَا ۚ أُولَٰئِكَ هُمْ شَرُّ الْبَرِيَّةِ " (البينة 6)


فالآيات تتحدث عن فئة كافرة من أهل الكتاب وليس عموم أهل الكتاب والكفر هنا بمعنى آخر قد يكون الإجرام وقد يكون الإفساد وقد يكون عدم التوبة وليس بمعنى الكفر القلبي العقائدي .


أما عن الوعيد بالعذاب المتعلق بفئة من الأحبار والرهبان ، في قوله تعالى "  يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّ كَثِيرًا مِّنَ الْأَحْبَارِ وَالرُّهْبَانِ لَيَأْكُلُونَ أَمْوَالَ النَّاسِ بِالْبَاطِلِ وَيَصُدُّونَ عَن سَبِيلِ اللَّهِ ۗ وَالَّذِينَ يَكْنِزُونَ الذَّهَبَ وَالْفِضَّةَ وَلَا يُنفِقُونَهَا فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَبَشِّرْهُم بِعَذَابٍ أَلِيمٍ " (التوبة 34) ، فالأمر متعلق بفئة منهم تأكل أموال الناس بالباطل وتصد عن سبيل الله وليس مطلق الأحبار والرهبان.


ولا علاقة للوعد بالجنة أو الوعد بالنار بالعداوة والبغضاء بين الموحدين وبين اليهود أو بين بعض أهل الكتاب أو بينهم البعض في الآيات :

   "وَمِنَ الَّذِينَ قَالُوا إِنَّا نَصَارَىٰ أَخَذْنَا مِيثَاقَهُمْ فَنَسُوا حَظًّا مِّمَّا ذُكِّرُوا بِهِ فَأَغْرَيْنَا بَيْنَهُمُ الْعَدَاوَةَ وَالْبَغْضَاءَ إِلَىٰ يَوْمِ الْقِيَامَةِ ۚ وَسَوْفَ يُنَبِّئُهُمُ اللَّهُ بِمَا كَانُوا يَصْنَعُونَ " (المائدة 14) .  " لَتَجِدَنَّ أَشَدَّ النَّاسِ عَدَاوَةً لِّلَّذِينَ آمَنُوا الْيَهُودَ وَالَّذِينَ أَشْرَكُوا " ( المائدة 82 ).


أما عن الدعوة لقتال بعض أهل الكتاب في القرآن ، في قوله تعالى " قَاتِلُوا الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَلَا بِالْيَوْمِ الْآخِرِ وَلَا يُحَرِّمُونَ مَا حَرَّمَ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَلَا يَدِينُونَ دِينَ الْحَقِّ مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ حَتَّىٰ يُعْطُوا الْجِزْيَةَ عَن يَدٍ وَهُمْ صَاغِرُونَ  " ( التوبة 29) . فالأمر يتعلق بالجهر بعدم الإيمان بالله ولا باليوم الآخر وعدم تحريم ما حرم الله ورسوله .


  نستتنج مما سبق أن كون الإنسان من أهل الكتاب ليس سبباً منفرداً للعذاب أو سبباً منفرداً للفوز بالجنة ولكن التفاضل بين الناس على أساس التقوى والعمل الصالح والإحسان ، فيقول تعالى للناس كافة " إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ " ( الحجرات 13 ) .



وقد وعد الله المتقين من أهل الكتاب والمقيمي التوراة والإنجيل منهم بالنعيم في الدنيا والآخرة  في قوله تعالى " وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْكِتَابِ آمَنُوا وَاتَّقَوْا لَكَفَّرْنَا عَنْهُمْ سَيِّئَاتِهِمْ وَلَأَدْخَلْنَاهُمْ جَنَّاتِ النَّعِيمِ * وَلَوْ أَنَّهُمْ أَقَامُوا التَّوْرَاةَ وَالْإِنجِيلَ وَمَا أُنزِلَ إِلَيْهِم مِّن رَّبِّهِمْ لَأَكَلُوا مِن فَوْقِهِمْ وَمِن تَحْتِ أَرْجُلِهِم ۚ مِّنْهُمْ أُمَّةٌ مُّقْتَصِدَةٌ ۖ وَكَثِيرٌ مِّنْهُمْ سَاءَ مَا يَعْمَلُونَ " (المائدة 65 - 66) .



ندعو الله أن يهدينا وإياكم سواء السبيل .

هذا وبالله التوفيق .

محمد عبد الرحيم الغزالي







مصير أهل الكتاب يوم القيامة
مصير أهل الكتاب يوم القيامة



تعليقات

  1. كلامك اغلبه غلط لان الحديث النبوى فصل الامر هو وايات كثيرة حاولت ان تؤولها ولم تفلح

    ردحذف

إرسال تعليق

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

الموت وعلاقته بالسمع والبصر في القرآن

أسباب العذاب في الدنيا في القرآن

من خصائص بيت الله

حجاب النساء ما بين كبائر الذنوب والفوز بالجنة

الحب المنبوذ في القرآن

حب الأبناء في القرآن

حب الأوطان في القرآن والحديث النبوي

حب الأنداد في القرآن

إدعاء محبة الله لليهود والنصارى

معاني الحب في القرآن