البركة في القرآن
البركة في اللغة هي النماء والإستقرار ومنها يقال برك البعير إذا إستقر على الأرض [1] .
وقد بارك الله في أحد أسمائه الحسني ، فيقول تعالى : " تَبَارَكَ اسْمُ رَبِّكَ ذِي الْجَلَالِ وَالْإِكْرَامِ " (الرحمن 78) .
ويقول تعالى : " فَلَمَّا جَاءَهَا نُودِيَ أَن بُورِكَ مَن فِي النَّارِ وَمَنْ حَوْلَهَا وَسُبْحَانَ اللَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ " (النمل 8) . وأما النار فالمراد بها نور الله الذي رآه موسى فحسبه نارا، وأما المراد بمن حولها فقيل المراد الملائكة [2] .
وضد البركة
في القرآن هو " المحق "، فيقول تعالى : " يَمْحَقُ اللَّهُ الرِّبَا وَيُرْبِي
الصَّدَقَاتِ " ( البقرة 276 ) ومعني يربي الصدقات أي يبارك فيها وينميها .وفي الحديث النبوي ، قوله صلى الله عليه وسلم " الْبَيِّعانِ بالخِيارِ ما لَمْ يَتَفَرَّقا، فإنْ صَدَقا وبَيَّنا بُورِكَ لهما في بَيْعِهِما، وإنْ كَذَبا وكَتَما مُحِقَ بَرَكَةُ بَيْعِهِما "
ومن أهم أسباب حلول البركة على أهل القرى في القرآن هو الجمع بين الإيمان والتقوى ، في قوله تعالى " وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُوا وَاتَّقَوْا لَفَتَحْنَا عَلَيْهِمْ بَرَكَاتٍ مِنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ وَلَكِنْ كَذَّبُوا فَأَخَذْنَاهُمْ بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ " (الأعراف 96) . وقد كتبنا مقالات سابقة عن تعريف التقوى وعن علاقة التقوى بالإيمان في القرآن .
وقد بارك الله في أحد أسمائه الحسني ، فيقول تعالى : " تَبَارَكَ اسْمُ رَبِّكَ ذِي الْجَلَالِ وَالْإِكْرَامِ " (الرحمن 78) .
ويقول تعالى : " فَلَمَّا جَاءَهَا نُودِيَ أَن بُورِكَ مَن فِي النَّارِ وَمَنْ حَوْلَهَا وَسُبْحَانَ اللَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ " (النمل 8) . وأما النار فالمراد بها نور الله الذي رآه موسى فحسبه نارا، وأما المراد بمن حولها فقيل المراد الملائكة [2] .
ومن أهم أسباب حلول البركة على أهل القرى في القرآن هو الجمع بين الإيمان والتقوى ، في قوله تعالى " وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُوا وَاتَّقَوْا لَفَتَحْنَا عَلَيْهِمْ بَرَكَاتٍ مِنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ وَلَكِنْ كَذَّبُوا فَأَخَذْنَاهُمْ بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ " (الأعراف 96) . وقد كتبنا مقالات سابقة عن تعريف التقوى وعن علاقة التقوى بالإيمان في القرآن .
كذلك من أسباب البركة في القرآن هو السلام عند دخول البيوت ، في قوله تعالى : فَإِذَا دَخَلْتُمْ بُيُوتًا فَسَلِّمُوا عَلَى أَنْفُسِكُمْ تَحِيَّةً مِنْ عِنْدِ اللَّهِ مُبَارَكَةً طَيِّبَةً كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمُ الْآيَاتِ لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ (النور 61)
ومن صور البركة في القرآن نزول الماء من السماء ، فيقول تعالى : " وَنَزَّلْنَا مِنَ السَّمَاءِ مَاءً مُبَارَكًا فَأَنْبَتْنَا بِهِ جَنَّاتٍ وَحَبَّ الْحَصِيدِ " ( ق 9)
ومن الليالي المباركة في القرآن ، ليلة القدر ، ليلة نزول القرآن ، في قوله تعالى : " إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةٍ مُبَارَكَةٍ إِنَّا كُنَّا مُنْذِرِينَ " (الدخان 3) ، وقوله تعالى : " إِنَّا أَنزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ " ( القدر 1) .
وقد بارك الله في القرآن لإتباعه وذلك من أجل تنزل الرحمة وكذلك لإنذار أهل الأرض ومن أجل الإيمان بالآخرة وبالقرآن . في قوله تعالى : " وَهَذَا كِتَابٌ أَنْزَلْنَاهُ مُبَارَكٌ فَاتَّبِعُوهُ وَاتَّقُوا لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ " (الأنعام 155) . وفي قوله تعالى : " وَهَذَا كِتَابٌ أَنْزَلْنَاهُ مُبَارَكٌ مُصَدِّقُ الَّذِي بَيْنَ يَدَيْهِ وَلِتُنْذِرَ أُمَّ الْقُرَى وَمَنْ حَوْلَهَا وَالَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالْآخِرَةِ يُؤْمِنُونَ بِهِ وَهُمْ عَلَى صَلَاتِهِمْ يُحَافِظُونَ (الأنعام 92) .
والأنبياء في القرآن من الأشخاص المباركين ، و قد بارك الله عليهم وعلى أهل بيتهم في كتابه العزيز ، وذلك في الآيات التالية :
. " قِيلَ يَا نُوحُ اهْبِطْ بِسَلَامٍ مِنَّا وَبَرَكَاتٍ عَلَيْكَ وَعَلَى أُمَمٍ مِمَّنْ مَعَكَ وَأُمَمٌ سَنُمَتِّعُهُمْ ثُمَّ يَمَسُّهُمْ مِنَّا عَذَابٌ أَلِيمٌ " (هود 48)
. " وَجَعَلَنِي مُبَارَكًا أَيْنَمَا كُنْتُ وَأَوْصَانِي بِالصَّلَاةِ وَالزَّكَاةِ مَا دُمْتُ حَيًّا " (مريم 31)
. " قَالُوا أَتَعْجَبِينَ مِنْ أَمْرِ اللَّهِ رَحْمَةُ اللَّهِ وَبَرَكَاتُهُ عَلَيْكُمْ أَهْلَ الْبَيْتِ إِنَّهُ حَمِيدٌ مَجِيدٌ " (هود 73)
. " وَقُلْ رَبِّ أَنْزِلْنِي مُنْزَلًا مُبَارَكًا وَأَنْتَ خَيْرُ الْمُنْزِلِينَ " (المؤمنون 29)
. " وَبَارَكْنَا عَلَيْهِ وَعَلَى إِسْحَاقَ وَمِنْ ذُرِّيَّتِهِمَا مُحْسِنٌ وَظَالِمٌ لِنَفْسِهِ مُبِينٌ " ( الصافات 113)
ومن
الأماكن المباركة في كتاب الله العزيز ، بيت الله الحرام ، فيقول تعالى : "
إِنَّ أَوَّلَ بَيْتٍ وُضِعَ لِلنَّاسِ لَلَّذِي بِبَكَّةَ مُبَارَكًا
وَهُدًى لِلْعَالَمِينَ " (آل عمران 96)
ومن
الأماكن التي بارك الله فيها في كتابه العزيز ، أرض فلسطين المقدسة
التاريخية ، مهبط الأنبياء ، وفيها المسجد الأقصى الذي بارك الله حوله ، في
الآيات التالية :
. " وَنَجَّيْنَاهُ وَلُوطًا إِلَى الْأَرْضِ الَّتِي بَارَكْنَا فِيهَا لِلْعَالَمِينَ " ( الأنبياء 71 )
. " وَلِسُلَيْمَانَ الرِّيحَ عَاصِفَةً تَجْرِي بِأَمْرِهِ إِلَى
الْأَرْضِ الَّتِي بَارَكْنَا فِيهَا وَكُنَّا بِكُلِّ شَيْءٍ عَالِمِينَ
" ( الأنبياء 81 )
. " وَأَوْرَثْنَا الْقَوْمَ الَّذِينَ كَانُوا يُسْتَضْعَفُونَ مَشَارِقَ
الْأَرْضِ وَمَغَارِبَهَا الَّتِي بَارَكْنَا فِيهَا وَتَمَّتْ كَلِمَةُ
رَبِّكَ الْحُسْنَى عَلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ بِمَا صَبَرُوا وَدَمَّرْنَا
مَا كَانَ يَصْنَعُ فِرْعَوْنُ وَقَوْمُهُ وَمَا كَانُوا يَعْرِشُونَ " (الأعراف 137)
. " سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ
لَيْلًا مِنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الْأَقْصَى الَّذِي
بَارَكْنَا حَوْلَهُ لِنُرِيَهُ مِنْ آيَاتِنَا إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ
الْبَصِيرُ (الإسراء 1)
. "
وَجَعَلْنَا بَيْنَهُمْ وَبَيْنَ الْقُرَى الَّتِي بَارَكْنَا فِيهَا
قُرًى ظَاهِرَةً وَقَدَّرْنَا فِيهَا السَّيْرَ سِيرُوا فِيهَا لَيَالِيَ
وَأَيَّامًا آمِنِينَ " (سبأ 18)
كذلك من الأماكن التي بارك الله فيها ، الرواسي في الأرض ، أي الجبال ، فيقول تعالى " وَجَعَلَ
فِيهَا رَوَاسِيَ مِنْ فَوْقِهَا وَبَارَكَ فِيهَا وَقَدَّرَ فِيهَا
أَقْوَاتَهَا فِي أَرْبَعَةِ أَيَّامٍ سَوَاءً لِلسَّائِلِينَ " (فصلت 10) .
وأخيراً وليس آخراً نسأل الله البركة علينا وعلى أهل بيتنا .
ندعو الله أن يهدينا وإياكم سواء السبيل .
هذا وبالله التوفيق .
محمد عبد الرحيم الغزالي
ندعو الله أن يهدينا وإياكم سواء السبيل .
هذا وبالله التوفيق .
محمد عبد الرحيم الغزالي
مصادر
تعليقات
إرسال تعليق