دلالة سعة أوضيق الرزق في القرآن
نواصل ما بدأناه في مقالين سابقين عن أسباب الرزق في القرآن الكريم وعن صور الرزق في القرآن الكريم . واليوم نتحدث في هذا المقال عن دلالة سعة أو ضيق الرزق في القرآن .
فالبعض يعتقد أن سعة الرزق دلالة على رضا الله عن العبد والبعض يعتقد أن ضيق الرزق دلالة على سخط الله على العبد .
والحقيقة أن سعة أو ضيق الرزق هو ابتلاء من الله ، والابتلاء ليس عقوبة ، بل هو إختبار . فيقول تعالى : " فَأَمَّا الْإِنسَانُ إِذَا مَا ابْتَلَاهُ رَبُّهُ فَأَكْرَمَهُ وَنَعَّمَهُ فَيَقُولُ رَبِّي أَكْرَمَنِ * وَأَمَّا إِذَا مَا ابْتَلَاهُ فَقَدَرَ عَلَيْهِ رِزْقَهُ فَيَقُولُ رَبِّي أَهَانَنِ " ( الفجر 15-16 ) .
وهذا الإبتلاء له أسبابه في قوله تعالى في ذات السياق : " كَلَّا ۖ بَل لَّا تُكْرِمُونَ الْيَتِيمَ * وَلَا تَحَاضُّونَ عَلَىٰ طَعَامِ الْمِسْكِينِ * وَتَأْكُلُونَ التُّرَاثَ أَكْلًا لَّمًّا * وَتُحِبُّونَ الْمَالَ حُبًّا جَمًّا " ( الفجر 17-20 )
والصبر على هذا الابتلاء هو سبب للرحمة وللهدى في قوله تعالى : " وَلَنَبْلُوَنَّكُم بِشَيْءٍ مِّنَ الْخَوْفِ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِّنَ الْأَمْوَالِ وَالْأَنفُسِ وَالثَّمَرَاتِ ۗ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ * الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُم مُّصِيبَةٌ قَالُوا إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ * أُولَٰئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِّن رَّبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ ۖ وَأُولَٰئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ " ( البقرة 155 - 157) .
فنحن في حاجة إلى الصبر على الإبتلاء وألا نظلم أنفسنا بإرتكاب المعاصي وبحب المال .
ندعو الله أن يهدينا وإياكم سواء السبيل .
هذا وبالله التوفيق .
محمد عبد الرحيم الغزالي
ندعو الله أن يهدينا وإياكم سواء السبيل .
هذا وبالله التوفيق .
محمد عبد الرحيم الغزالي
تعليقات
إرسال تعليق