صور الرزق في القرآن

      كنا قد كتبنا في مقال سابق عن أسباب الرزق في القرآن والحديث النبوي وفيه إستعرضنا بعض أسباب الرزق وأن الإنسان يجب أن يأخذ بأسباب الرزق وهي ليست بالضرورة عمل أو تعب ولكن قد تكون شكر لله وإنفاق في سبيل الله وغير ذلك من الأسباب التي إستعرضناها في هذا المقال .


وفي هذا المقال نكتب عن العلاقة بين الرزق والمال والإنفاق وهل الرزق بالضرورة مالاً ؟ أم من الممكن أن يكون في صور أخرى ؟


فالرزق قد يكون في صورة المال الذي تنفقه في سبيل الله وفي أبواب الخير ، ونستطيع أن نستنتج ذلك من الآيات التالية :
 . قوله تعالى : " يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَنفِقُوا مِمَّا رَزَقْنَاكُم مِّن قَبْلِ أَن يَأْتِيَ يَوْمٌ لَّا بَيْعٌ فِيهِ وَلَا خُلَّةٌ وَلَا شَفَاعَةٌ ۗ وَالْكَافِرُونَ هُمُ الظَّالِمُونَ " (البقرة 254) .
 . قوله تعالى : " مَّثَلُ الَّذِينَ يُنفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ كَمَثَلِ حَبَّةٍ أَنبَتَتْ سَبْعَ سَنَابِلَ فِي كُلِّ سُنبُلَةٍ مِّائَةُ حَبَّةٍ ۗ وَاللَّهُ يُضَاعِفُ لِمَن يَشَاءُ ۗ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ " ( البقرة 261)
 . قوله تعالى : " الَّذِينَ يُنْفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ ثُمَّ لَا يُتْبِعُونَ مَا أَنْفَقُوا مَنًّا وَلَا أَذًى لَهُمْ أَجْرُهُمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ وَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ " ( البقرة 262 ) .
 . قوله تعالى : " وَأَنْفَقُوا مِمَّا رَزَقْنَاهُمْ سِرًّا وَعَلَانِيَةً " ( فاطر 26 ) .


وفي الآيات السابقة تتضح العلاقة الوثيقة بين الرزق والمال والإنفاق في القرآن . فالله يرزقك المال لتنفقه في سبيل الله . 

والبعض ينفق أمواله ليصد عن سبيل الله في قوله تعالى " إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا يُنفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ لِيَصُدُّوا عَن سَبِيلِ اللَّهِ ۚ فَسَيُنفِقُونَهَا ثُمَّ تَكُونُ عَلَيْهِمْ حَسْرَةً ثُمَّ يُغْلَبُونَ ۗ وَالَّذِينَ كَفَرُوا إِلَىٰ جَهَنَّمَ يُحْشَرُونَ " (الأنفال 36)

وقد يأتيك الرزق في صورة الثمرات والطعام والأكل والشرب ليصح جسد الإنسان ويقدر على المعيشة ، وذلك في الآيات التالية :
  . قوله تعالى : " الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ فِرَاشًا وَالسَّمَاءَ بِنَاءً وَأَنْزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَخْرَجَ بِهِ مِنَ الثَّمَرَاتِ رِزْقًا لَكُمْ فَلَا تَجْعَلُوا لِلَّهِ أَنْدَادًا وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ " ( البقرة 22 ) .
  . قوله تعالى : "  كُلُوا مِنْ طَيِّبَاتِ مَا رَزَقْنَاكُمْ " ( البقرة 57 ) .
  . قوله تعالى : " كُلُوا وَاشْرَبُوا مِنْ رِزْقِ اللَّهِ  " ( البقرة 60 ) .
  . قوله تعالى : " وَارْزُقْ أَهْلَهُ مِنَ الثَّمَرَاتِ " ( البقرة 126 ) .
  . قوله تعالى : " يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا كُلُوا مِنْ طَيِّبَاتِ مَا رَزَقْنَاكُمْ وَاشْكُرُوا لِلَّهِ إِنْ كُنْتُمْ إِيَّاهُ تَعْبُدُونَ " ( البقرة 172 ) .
  . قوله تعالى : " قَالَ لَا يَأْتِيكُمَا طَعَامٌ تُرْزَقَانِهِ " ( يوسف 37 ) .
  . قوله تعالى : " فَأَخْرَجَ بِهِ مِنَ الثَّمَرَاتِ رِزْقًا لَكُمْ " ( إبراهيم 32 ) 

وهنا يجب أن نؤكد على عدم الإسراف ليصح جسد الإنسان في قوله تعالى : " وَكُلُوا وَاشْرَبُوا وَلَا تُسْرِفُوا ۚ إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ " (الأعراف 31) 

وقد ياتيك الرزق في صورة الولد ، في قوله تعالى : " وَعَلَى الْمَوْلُودِ لَهُ رِزْقُهُنَّ وَكِسْوَتُهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ  " ( البقرة 233 ) . وقد بينا أن الإنجاب أحد أسباب الرزق في مقال سابق

هذا وقد يكون للرزق صور أخرى في القرآن لم نجمعها في هذا المقال .


ندعو الله أن يهدينا وإياكم سواء السبيل .

هذا وبالله التوفيق .

محمد عبد الرحيم الغزالي

الرزق
الرزق






تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

الموت وعلاقته بالسمع والبصر في القرآن

أسباب العذاب في الدنيا في القرآن

من خصائص بيت الله

حجاب النساء ما بين كبائر الذنوب والفوز بالجنة

الحب المنبوذ في القرآن

حب الأبناء في القرآن

حب الأوطان في القرآن والحديث النبوي

حب الأنداد في القرآن

إدعاء محبة الله لليهود والنصارى

معاني الحب في القرآن