الإجابة عن سؤال : أين الله ؟ من القرآن

إختلف العامة والخاصة عبر العصور في الإجابة عن سؤال : أين الله ؟ من القرآن .

فمنهم من يقول أن الله في السماء ، ويستدل بقوله تعالى " أَأَمِنتُمْ مَنْ فِي السَّمَاءِ أَنْ يَخْسِفَ بِكُمُ الأَرْضَ فَإِذَا هِيَ تَمُورُ " ( الملك 16 ) .  ويستدل هذا الفريق أيضا بالحديث النبوي الذي رواه مسلم في الصحيح فقد سأل النبي ﷺ جارية جاء بها سيدها ليعتقها، فقال لها الرسول ﷺ: أين الله؟ قالت: في السماء، قال: من أنا؟ قالت: أنت رسول الله، قال: أعتقها فإنها مؤمنة

ومنهم من يقول أن الله في كل مكان ، ويستدل بقوله تعالى " وَهُوَ مَعَكُمْ أَيْنَ مَا كُنتُمْ " ( الحديد 4 ) .

وكلا الفريقين يكفر الآخر .

والحقيقة أنه لو إفترضنا أن الله في السماء 
فهل السماء تحد الله ؟ أي هل السماء لها حدود؟ 
والله عز وجل يقول : " وَالسَّمَاءَ بَنَيْنَاهَا بِأَيْدٍ وَإِنَّا لَمُوسِعُونَ " (الذاريات 47) 
ويقول تعالى : " يَا مَعْشَرَ الْجِنِّ وَالْإِنسِ إِنِ اسْتَطَعْتُمْ أَن تَنفُذُوا مِنْ أَقْطَارِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ فَانفُذُوا ۚ لَا تَنفُذُونَ إِلَّا بِسُلْطَانٍ " ( الرحمن 33 ) .


فالسماء تتسع ولا حدود لها ، والله لا يحده مخلوق .

وإذا كان للسماء حدود ، فأين كان الله قبل خلق السماء ؟!


وعن المخلوقات على الأرض يقول تعالى "  كُلُّ مَنْ عَلَيْهَا فَانٍ * وَيَبْقَى وَجْهُ رَبِّكَ ذُو الْجَلالِ وَالإِكْرَامِ " (الرحمن 26-27 )

لذا فنقول أن الله في السماء ، وفي كل مكان بلا حدود ولا جهة  ، وبلا بداية ولا نهاية ، فهو الأول والآخر في الزمان والمكان ، ولا يجوز تكفير أي من الفريقين 

وتعالى الله عن الحدود والجهات


والله أعلم

ندعو الله أن يهدينا وإياكم سواء السبيل .

هذا وبالله التوفيق .

محمد عبد الرحيم الغزالي





تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

الموت وعلاقته بالسمع والبصر في القرآن

أسباب العذاب في الدنيا في القرآن

من خصائص بيت الله

حجاب النساء ما بين كبائر الذنوب والفوز بالجنة

الحب المنبوذ في القرآن

حب الأبناء في القرآن

حب الأوطان في القرآن والحديث النبوي

حب الأنداد في القرآن

إدعاء محبة الله لليهود والنصارى

معاني الحب في القرآن