الدين وسُنة الرسول مابين الإيمان والإتباع

      الدين هو الشريعة التي فرضها الله لعباده من أجل إقامة العدل في أرضه .
 فيقول تعالى "  شَرَعَ لَكُمْ مِنَ الدِّينِ مَا وَصَّى بِهِ نُوحًا وَالَّذِي أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ وَمَا وَصَّيْنَا بِهِ إِبْرَاهِيمَ وَمُوسَى وَعِيسَى أَنْ أَقِيمُوا الدِّينَ وَلَا تَتَفَرَّقُوا فِيهِ كَبُرَ عَلَى الْمُشْرِكِينَ مَا تَدْعُوهُمْ إِلَيْهِ اللَّهُ يَجْتَبِي إِلَيْهِ مَنْ يَشَاءُ وَيَهْدِي إِلَيْهِ مَنْ يُنِيبُ  " ( الشورى 13 )

ويقول تعالى في ذات السياق "  وَأُمِرْتُ لِأَعْدِلَ بَيْنَكُمُ " ( الشورى 15) .

والدين يقتضى من الإنسان الإتباع ، أي إتيان أوامره وإجتباب نواهيه ، فيقول تعالى " وَلَا تُؤْمِنُوا إِلَّا لِمَنْ تَبِعَ دِينَكُمْ " .

لذا فمن الخطأ ان يقول الإنسان آمنت بدين الإسلام ولكن الصحيح أن يقول الإنسان إتبعت دين الإسلام .

وهناك فرق شاسع بين الإيمان والإتباع .

فالإيمان هو الإعتقاد بالغيب و بالحقائق المثبته في كتاب الله من الإيمان بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر ولم يقل أحد أن من بينها الدين .


أما الإتباع فهو الإتيان بأوامر الكتاب وإجتناب نواهيه .


هذا كان عن الدين .


أما السُنة فهي مجموعة الأوامر والنواهي التي آتي بها الرسول لإقامة العدل في الأرض فيقول تعالى "  وَمَا آَتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ " ( الحشر 7)

والسُنة تقتضى إتباعها لا الإيمان بها . وقد وضحنا هنا الفرق بين الإيمان والإتباع .

وعدم التفريق بين الإيمان والإتباع هو فتنه حذرنا منها الله عز وجل في كتابه الكريم فيقول تعالى " فَأَمَّا الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ فَيَتَّبِعُونَ مَا تَشَابَهَ مِنْهُ ابْتِغَاءَ الْفِتْنَةِ وَابْتِغَاءَ تَأْوِيلِهِ " ( آل عمران 7 ) .



ندعو الله أن يهدينا وإياكم سواء السبيل .

هذا وبالله التوفيق .

محمد عبد الرحيم الغزالي
 

رسول الله
رسول الله




تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

الموت وعلاقته بالسمع والبصر في القرآن

أسباب العذاب في الدنيا في القرآن

من خصائص بيت الله

حجاب النساء ما بين كبائر الذنوب والفوز بالجنة

الحب المنبوذ في القرآن

حب الأبناء في القرآن

حب الأوطان في القرآن والحديث النبوي

حب الأنداد في القرآن

إدعاء محبة الله لليهود والنصارى

معاني الحب في القرآن