حقيقة الأكثرية في القرآن

    قد يعتقد البعض , ممن لا يدركون الحقائق في هذا الكون , أن الأكثرية المعتقدة بمبدأ معين علي حق وأن الأقلية علي باطل . ولكن إذا تأملت آيات القرآن الكريم ستجد أنه لم يرد لفظ " أكثر " في القرآن , إلا وكانت الأكثرية علي باطل . والمدركون للحقائق في هذا الكون لا يغيرون عقائدهم من أجل أكثرية زائفة تؤمن بالباطل . فكم من مدرك للحقائق ظل مضطهدا , من أجل حقيقة في هذا الكون , ولم يؤمن به إلا القليل , وفي نهاية الأمر تبين الحق من الباطل .


وهذه بعض آيات القرآن الكريم  التي تثبت أن الأكثرية دائماً علي الباطل :

  •    " ... إِنَّ اللَّهَ لَذُو فَضْلٍ عَلَى النَّاسِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَشْكُرُونَ " ( البقرة 243 ) .
  •    " ... وَلَوْ آَمَنَ أَهْلُ الْكِتَابِ لَكَانَ خَيْرًا لَهُمْ مِنْهُمُ الْمُؤْمِنُونَ وَأَكْثَرُهُمُ الْفَاسِقُونَ " ( البقرة 110) .
  •    " قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ هَلْ تَنْقِمُونَ مِنَّا إِلَّا أَنْ آَمَنَّا بِاللَّهِ وَمَا أُنْزِلَ إِلَيْنَا وَمَا أُنْزِلَ مِنْ قَبْلُ وَأَنَّ أَكْثَرَكُمْ فَاسِقُونَ " ( المائدة 59 ) .
  •    " ... وَلَكِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا يَفْتَرُونَ عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ وَأَكْثَرُهُمْ لَا يَعْقِلُونَ " ( المائدة 103 ) .
  •    " وَقَالُوا لَوْلَا نُزِّلَ عَلَيْهِ آَيَةٌ مِنْ رَبِّهِ قُلْ إِنَّ اللَّهَ قَادِرٌ عَلَى أَنْ يُنَزِّلَ آَيَةً وَلَكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لَا يَعْلَمُونَ " ( الأنعام 37 ) .
  •    " وَلَوْ أَنَّنَا نَزَّلْنَا إِلَيْهِمُ الْمَلَائِكَةَ وَكَلَّمَهُمُ الْمَوْتَى وَحَشَرْنَا عَلَيْهِمْ كُلَّ شَيْءٍ قُبُلًا مَا كَانُوا لِيُؤْمِنُوا إِلَّا أَنْ يَشَاءَ اللَّهُ وَلَكِنَّ أَكْثَرَهُمْ يَجْهَلُونَ " ( الأنعام 111 ) .
  •    " وَإِنْ تُطِعْ أَكْثَرَ مَنْ فِي الْأَرْضِ يُضِلُّوكَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ ... " ( الأنعام 116 ) .
  •    " وَمَا وَجَدْنَا لِأَكْثَرِهِمْ مِنْ عَهْدٍ وَإِنْ وَجَدْنَا أَكْثَرَهُمْ لَفَاسِقِينَ " ( الأعراف 102 ) .
  •    " وَمَا لَهُمْ أَلَّا يُعَذِّبَهُمُ اللَّهُ وَهُمْ يَصُدُّونَ عَنِ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ وَمَا كَانُوا أَوْلِيَاءَهُ إِنْ أَوْلِيَاؤُهُ إِلَّا الْمُتَّقُونَ وَلَكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لَا يَعْلَمُونَ " ( الأنفال 34 ) .
  •    " كَيْفَ وَإِنْ يَظْهَرُوا عَلَيْكُمْ لَا يَرْقُبُوا فِيكُمْ إِلًّا وَلَا ذِمَّةً يُرْضُونَكُمْ بِأَفْوَاهِهِمْ وَتَأْبَى قُلُوبُهُمْ وَأَكْثَرُهُمْ فَاسِقُونَ " ( التوبة 8 ) .
  •    " أَلَا إِنَّ لِلَّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ أَلَا إِنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ وَلَكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لَا يَعْلَمُونَ " ( يونس 55 ) .
  •    " ... فَلَا تَكُ فِي مِرْيَةٍ مِنْهُ إِنَّهُ الْحَقُّ مِنْ رَبِّكَ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يُؤْمِنُونَ "( هود 17 ) .
  •    " ... وَاللَّهُ غَالِبٌ عَلَى أَمْرِهِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ " ( يوسف 21 ) .
  •    " ... إِنِ الْحُكْمُ إِلَّا لِلَّهِ أَمَرَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ " ( يوسف 40 ) .
  •    " وَمَا أَكْثَرُ النَّاسِ وَلَوْ حَرَصْتَ بِمُؤْمِنِينَ " ( يوسف 103 ) .
  •    " وَمَا يُؤْمِنُ أَكْثَرُهُمْ بِاللَّهِ إِلَّا وَهُمْ مُشْرِكُونَ " ( يوسف 106 ) .
  •    " المر تِلْكَ آَيَاتُ الْكِتَابِ وَالَّذِي أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ الْحَقُّ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يُؤْمِنُونَ " ( الرعد 1 ) .
  •    " وَأَقْسَمُوا بِاللَّهِ جَهْدَ أَيْمَانِهِمْ لَا يَبْعَثُ اللَّهُ مَنْ يَمُوتُ بَلَى وَعْدًا عَلَيْهِ حَقًّا وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ " ( النحل 38 ) .
  •    " يَعْرِفُونَ نِعْمَةَ اللَّهِ ثُمَّ يُنْكِرُونَهَا وَأَكْثَرُهُمُ الْكَافِرُونَ " ( النحل 83 ).
  •    " وَلَقَدْ صَرَّفْنَا لِلنَّاسِ فِي هَذَا الْقُرْآَنِ مِنْ كُلِّ مَثَلٍ فَأَبَى أَكْثَرُ النَّاسِ إِلَّا كُفُورًا " ( الإسراء 89 ) .
  •    " أَمْ يَقُولُونَ بِهِ جِنَّةٌ بَلْ جَاءَهُمْ بِالْحَقِّ وَأَكْثَرُهُمْ لِلْحَقِّ كَارِهُونَ " ( المؤمنون 70 ) .
  •    " أَمْ تَحْسَبُ أَنَّ أَكْثَرَهُمْ يَسْمَعُونَ أَوْ يَعْقِلُونَ إِنْ هُمْ إِلَّا كَالْأَنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ سَبِيلًا " ( الفرقان 44 ) .
  •    " وَلَقَدْ صَرَّفْنَاهُ بَيْنَهُمْ لِيَذَّكَّرُوا فَأَبَى أَكْثَرُ النَّاسِ إِلَّا كُفُورًا " ( الفرقان 50 ) .
  •    " أَوَلَمْ يَرَوْا إِلَى الْأَرْضِ كَمْ أَنْبَتْنَا فِيهَا مِنْ كُلِّ زَوْجٍ كَرِيمٍ * إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآَيَةً وَمَا كَانَ أَكْثَرُهُمْ مُؤْمِنِينَ " ( الشعراء 7 – 8 ) .

كان هذا بعضاً من المواضع في القرآن الكريم التي ذكرت فيها كلمة " أكثر " , والتي تثبت جميعها أن الأكثرية علي باطل , والمقام هنا لا يتسع لذكر جميع المواضع . كذلك إذا تتبعت المواضع التي ذكرت فيها كلمتي " كثير " و " قليل " , سيتضح لك أيضاً أن الأكثرية علي باطل والأقلية علي حق . ولكن المقام لا يتسع هنا لذكرها .

وطبقاُ لقوله تعالى : " وَمَا يُؤْمِنُ أَكْثَرُهُمْ بِاللَّهِ إِلَّا وَهُمْ مُشْرِكُونَ " ( يوسف 106 ) , فإن أكثر الناس علي الشرك , ولو أجريت إحصاء للمؤمنين بالله والمشركين بالله علي مستوي العالم لوجدت أن أكثر الناس علي الشرك .


أما عن النظم الديمقراطية الحديثة فقد نشأت ليس إيماناً بأن الأكثرية على حق ولكن كسبيل أو وسيلة لبلوغ غايات و أهداف محددة  كالعدالة و الحرية والمساواة والرخاء  .

وقد وضحنا في مقال سابق الفرق بين العقيدة والسبيل والغاية في مقال عن العقيدة والسياسة .



فلا تغتر أخي الحبيب , إذا كانت الأكثرية معك , فدائماً ما تكون الأكثرية زائفة وعلي باطل . وإذا كنت مؤمناً بالحق يا أخي الحبيب ولا تجد الأكثرية في صفك فكن واثقاً من نصر الله . فكل الرسل قد استيأسوا من أن ينتصر الحق , حتى آتاهم نصر الله , وذلك مصداقاً لقوله تعالى : " حَتَّى إِذَا اسْتَيْئَسَ الرُّسُلُ وَظَنُّوا أَنَّهُمْ قَدْ كُذِبُوا جَاءَهُمْ نَصْرُنَا فَنُجِّيَ مَنْ نَشَاءُ وَلَا يُرَدُّ بَأْسُنَا عَنِ الْقَوْمِ الْمُجْرِمِينَ " ( يوسف 110 ) .

ندعو الله أن يهدينا وأياكم سواء السبيل

هذا وبالله التوفيق .

محمد عبدالرحيم الغزالي


حقيقة الأكثرية في القرآن
حقيقة الأكثرية في القرآن

حقيقة الأكثرية في القرآن
حقيقة الأكثرية في القرآن

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

الموت وعلاقته بالسمع والبصر في القرآن

أسباب العذاب في الدنيا في القرآن

من خصائص بيت الله

حجاب النساء ما بين كبائر الذنوب والفوز بالجنة

الحب المنبوذ في القرآن

حب الأبناء في القرآن

حب الأوطان في القرآن والحديث النبوي

حب الأنداد في القرآن

إدعاء محبة الله لليهود والنصارى

معاني الحب في القرآن