من خصائص بيت الله

        تدل العديد من آيات كتاب الله علي أن الله قد جعل بيته للناس , حتى أن قلوب الناس تهفو لزيارة بيت الله , وذلك بفضل دعوة سيدنا إبراهيم في قوله تعالى : " ... فَاجْعَلْ أَفْئِدَةً مِنَ النَّاسِ تَهْوِي إِلَيْهِمْ ... " ( إبراهيم 37 ) , وهنا لم يشترط الله الإيمان لحب زيارة بيته . 

كما أن فريضة الحج فرضها الله علي الناس في قوله تعالى : " ... وَلِلَّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلًا ... " ( آل عمران 97 ) . ويقول تعالى عن المسجد الحرام : " ... وَالْمَسْجِدِ الْحَرَامِ الَّذِي جَعَلْنَاهُ لِلنَّاسِ ... " ( الحج 25 ) . 

كما أن الله قد تعهد بأمن هذا البيت وبرزق أهله من الثمرات , وذلك أيضاً بفضل دعوة سيدنا إبراهيم في قوله تعالى : " ... رَبِّ اجْعَلْ هَذَا بَلَدًا آَمِنًا وَارْزُقْ أَهْلَهُ مِنَ الثَّمَرَاتِ ... " ( البقرة 126 ) . 

وفيما يلي بعض من آيات كتاب الله التي تدل علي ارتباط بيت الله بكل الناس :
  •    " وَإِذْ جَعَلْنَا الْبَيْتَ مَثَابَةً لِلنَّاسِ وَأَمْنًا ... " ( البقرة 125 ) .
  •    " ثُمَّ أَفِيضُوا مِنْ حَيْثُ أَفَاضَ النَّاسُ ..." ( البقرة 199 ) .
  •    " إِنَّ أَوَّلَ بَيْتٍ وُضِعَ لِلنَّاسِ لَلَّذِي بِبَكَّةَ مُبَارَكًا وَهُدًى لِلْعَالَمِينَ "  (آل عمران 96 )
  •   " ... وَلِلَّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلًا وَمَنْ كَفَرَ فَإِنَّ اللَّهَ غَنِيٌّ عَنِ الْعَالَمِينَ " ( آل عمران 97 ) .
  •    " جَعَلَ اللَّهُ الْكَعْبَةَ الْبَيْتَ الْحَرَامَ قِيَامًا لِلنَّاسِ ... " ( المائدة 97) .
  •    " وَأَذَانٌ مِنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ إِلَى النَّاسِ يَوْمَ الْحَجِّ الْأَكْبَرِ ... " ( التوبة 3 ) .
  •    " ... فَاجْعَلْ أَفْئِدَةً مِنَ النَّاسِ تَهْوِي إِلَيْهِمْ وَارْزُقْهُمْ مِنَ الثَّمَرَاتِ لَعَلَّهُمْ يَشْكُرُونَ " ( إبراهيم 37 ) .
  •    " ... وَالْمَسْجِدِ الْحَرَامِ الَّذِي جَعَلْنَاهُ لِلنَّاسِ سَوَاءً الْعَاكِفُ فِيهِ وَالْبَادِ وَمَنْ يُرِدْ فِيهِ بِإِلْحَادٍ بِظُلْمٍ نُذِقْهُ مِنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ " ( الحج 25) .
  •  " وَأَذِّنْ فِي النَّاسِ بِالْحَجِّ يَأْتُوكَ رِجَالًا وَعَلَى كُلِّ ضَامِرٍ يَأْتِينَ مِنْ كُلِّ فَجٍّ عَمِيقٍ " ( الحج 27 ) .

وفيما يلي بعض من آيات كتاب الله التي تدل علي تعهد الله برزق أهل بيته من الثمرات , وعلي حفظ الأمن ببيت الله , وذلك باستجابته لدعوات سيدنا إبراهيم :
  •    " وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّ اجْعَلْ هَذَا بَلَدًا آَمِنًا وَارْزُقْ أَهْلَهُ مِنَ الثَّمَرَاتِ مَنْ آَمَنَ مِنْهُمْ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآَخِرِ قَالَ وَمَنْ كَفَرَ فَأُمَتِّعُهُ قَلِيلًا ثُمَّ أَضْطَرُّهُ إِلَى عَذَابِ النَّارِ وَبِئْسَ الْمَصِيرُ " ( البقرة 126 ).
  •    " وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّ اجْعَلْ هَذَا الْبَلَدَ آَمِنًا وَاجْنُبْنِي وَبَنِيَّ أَنْ نَعْبُدَ الْأَصْنَامَ " ( إبراهيم 35 ) .
  •    " رَبَّنَا إِنِّي أَسْكَنْتُ مِنْ ذُرِّيَّتِي بِوَادٍ غَيْرِ ذِي زَرْعٍ عِنْدَ بَيْتِكَ الْمُحَرَّمِ رَبَّنَا لِيُقِيمُوا الصَّلَاةَ فَاجْعَلْ أَفْئِدَةً مِنَ النَّاسِ تَهْوِي إِلَيْهِمْ وَارْزُقْهُمْ مِنَ الثَّمَرَاتِ لَعَلَّهُمْ يَشْكُرُونَ " ( إبراهيم 37 ) .
  •    " وَقَالُوا إِنْ نَتَّبِعِ الْهُدَى مَعَكَ نُتَخَطَّفْ مِنْ أَرْضِنَا أَوَلَمْ نُمَكِّنْ لَهُمْ حَرَمًا آَمِنًا يُجْبَى إِلَيْهِ ثَمَرَاتُ كُلِّ شَيْءٍ رِزْقًا مِنْ لَدُنَّا وَلَكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لَا يَعْلَمُونَ  " ( القصص 57) .
  •    " أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّا جَعَلْنَا حَرَمًا آَمِنًا وَيُتَخَطَّفُ النَّاسُ مِنْ حَوْلِهِمْ أَفَبِالْبَاطِلِ يُؤْمِنُونَ وَبِنِعْمَةِ اللَّهِ يَكْفُرُونَ " ( القصص 67 ) .
  •    " لِإِيلَافِ قُرَيْشٍ * إِيلَافِهِمْ رِحْلَةَ الشِّتَاءِ وَالصَّيْفِ * فَلْيَعْبُدُوا رَبَّ هَذَا الْبَيْتِ * الَّذِي أَطْعَمَهُمْ مِنْ جُوعٍ وَآَمَنَهُمْ مِنْ خَوْفٍ " ( قريش 1 .. 4 ) .

وبناء على ما سبق فإنه لا يجوز لأحد أن يمنع أي إنسان مسالم من دخول بيت الله , أما عن تفسير قول الله تعالى : " يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا إِنَّمَا الْمُشْرِكُونَ نَجَسٌ فَلَا يَقْرَبُوا الْمَسْجِدَ الْحَرَامَ بَعْدَ عَامِهِمْ هَذَا وَإِنْ خِفْتُمْ عَيْلَةً فَسَوْفَ يُغْنِيكُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ إِنْ شَاءَ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ حَكِيمٌ  " ( التوبة 28 ) .  وهذه الآية قد اتخذها البعض دليلاً علي أن الله كلف المؤمنين بمنع المشركين من دخول بيت الله .

ولكي يكون الأمر واضح يجب أن نعرف أنواع الجمل في المنطق , فالجملة إما أن تكون خبرية مثل الجملة الإسمية والجملة الفعلية , وهذه الجمل في القرآن ندرك بها الحقائق الموجودة في الكون وبها يكون الإيمان . أما التكليفات الموجهة للمؤمنين فتكون بالجمل الإنشائية مثل "افعل" و" لا تفعل " أي الأمر والنهي .

ولكي نبسط المسائل أكثر يجب أن نعرف وظيفة الفاء في قوله تعالى في هذه الآية " ... فلا يقربوا المسجد الحرام بعد عامهم هذا ... " .
 وفي قوله تعالى " يا أيها الذين آمنوا إنما المشركون نجس فلا يقربوا المسجد الحرام بعد عامهم هذا ... " لا توجد أي أداة شرط حتى نقول أن الفاء رابطة لجواب الشرط  . ولا يجوز أن نقول أنها حرف تعليل فلو أن الأمر كذلك وفق هوي البعض لكان النص يجب أن يكون في صورة جملة إنشائية مثل " لا تسمحوا للمشركين بدخول المسجد الحرام فهم نجس " .
وبما أن جملة "  إنما المشركون نجس "  جملة إسمية خبرية دخل عليها أداة الحصر المركبة من مركّبة من ( إنّ ) و ( ما ) الكافَّة الزائدة التي منعتها من العمل .
وبما أن جملة " لا يقربوا المسجد الحرام بعد عامهم هذا " هي جملة إسمية خبرية , المبتدأ فيها محذوف وعائد علي " المشركون " , والخبر فيها هو شبه الجملة " لا يقربوا المسجد الحرام " , والتي تبدأ بأداة النفي "لا" , و " واو الجماعة " هنا تعود علي "  المشركون ".

وبذلك تكون الفاء في قوله تعالى " يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا إِنَّمَا الْمُشْرِكُونَ نَجَسٌ فَلَا يَقْرَبُوا الْمَسْجِدَ الْحَرَامَ بَعْدَ عَامِهِمْ هَذَا ... " هي حرف عطف بين جملتين خبريتين . 

وبذلك يكون التفسير بأن الله تعهد للمؤمنين بعدم إقتراب المشركين من بيت الله وليس في الآية أي تكليف للمؤمنين فالتكليف يكون بالجمل الإنشائية مثل " افعل " و" لا تفعل " أي بالأمر والنهي .


ولكي نفسر أكثر , معني أن الله تعهد للمؤمنين بعدم إقتراب المشركين من بيت الله , هو أن المشرك إذا اقترب من بيت الله ، يدخل في دين الله ، بمجرد اقترابه من البيت ، وينطق الشهادتين ، وهذا المعني موجود في قوله تعالى : " إِذَا جَاءَ نَصْرُ اللَّهِ وَالْفَتْحُ * وَرَأَيْتَ النَّاسَ يَدْخُلُونَ فِي دِينِ اللَّهِ أَفْوَاجًا * فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ وَاسْتَغْفِرْهُ إِنَّهُ كَانَ تَوَّابًا " ( النصر 1 .. 3 ) .

 وفي هذه السورة دليل واضح علي أنه بعد الفتح , دخل المشركون في دين الله أفواجاً , بمجرد اقترابهم من بيت الله , وفي هذا معجزة من الله تعالى لتأييد رسوله , فلو أن الأمر لم يكن بمعجزة من الله لما أمر الله نبيه بأن يسبح بحمد الله في قوله " .. فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ وَاسْتَغْفِرْهُ إِنَّهُ كَانَ تَوَّابًا ".

وهذا المعني موجود أيضاً في قوله تعالى : " إِنَّا فَتَحْنَا لَكَ فَتْحًا مُبِينًا * لِيَغْفِرَ لَكَ اللَّهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِكَ وَمَا تَأَخَّرَ وَيُتِمَّ نِعْمَتَهُ عَلَيْكَ وَيَهْدِيَكَ صِرَاطًا مُسْتَقِيمًا " ( الفتح 1 .. 2 ) . ومعني قوله تعالى " فتحاً مبيناً " , أي فتحاً تبين به الحق من الباطل , ولا يكون ذلك إلا بمعجزة من الله , وقد فسرناها سابقاً بأن الله تعهد للمؤمنين بعدم إقتراب المشركون من بيت الله ، وأصبح المشرك يدخل في دين الله ، وينطق الشهادتين ، بمجرد الاقتراب من البيت .

ثم ننتقل إلي تفسير قوله تعالى : " إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا وَيَصُدُّونَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ وَالْمَسْجِدِ الْحَرَامِ الَّذِي جَعَلْنَاهُ لِلنَّاسِ سَوَاءً الْعَاكِفُ فِيهِ وَالْبَادِ وَمَنْ يُرِدْ فِيهِ بِإِلْحَادٍ بِظُلْمٍ نُذِقْهُ مِنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ " ( الحج 25) . وفي الآية دليل واضح علي أن البيت للناس , وذلك في قوله تعالى " الَّذِي جَعَلْنَاهُ لِلنَّاسِ "  

 أما عن تفسير قوله تعالى " ... وَمَنْ يُرِدْ فِيهِ بِإِلْحَادٍ بِظُلْمٍ نُذِقْهُ مِنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ " , ففيها تعهد من الله بمعاقبة من يرد فيه بإلحاد بظلم وليس في الآية أي تكليف للمؤمنين , وتعهد الله بعذاب الملحدين والمشركين في الحرم لا يبيح للمؤمنين أن يُنزلوا أي عقوبة عليهم  .

 لذا ننتهي إلي نتيجة بأن الله لم يكلف المؤمنين بمنع المشركين من دخول بيت الله ، وأن الله تعهد بعدم إقتراب المشركين من بيته , وأن المشرك إذا اقترب من بيت الله يدخل في دين الله ، وينطق الشهادتين . 

ولكي نستكمل هذا الأمر , ننتقل لجدال من يدعون أن الله كلف المؤمنين بمنع المشركين من دخول بيت الله .

لقد قال الله تعالى " مَا أَنْزَلْنَا عَلَيْكَ الْقُرْآَنَ لِتَشْقَى " ( طه 2 ) , ونقول هنا أن الرأي القائل بأن الله كلف المسلمين بمنع المشركين من دخول بيت الله , هو الشقاء بعينه .

 ثم أن الادعاء بتكليف المسلمين بمنع المشركين من دخول بيت الله يتعارض مع عالمية الرسالة , ومع الوعد بالأمن داخل الحرم . 

ثم نسأل بعض الأسئلة :
    . إن كان هذا تكليفاً , فهو موجة لمن ؟ هل لأهل بيت الله فقط , أم لجميع المسلمين ؟
   . لو حدث أن دخل أحد المشركين بيت الله في غفلة , فعلي من يقع الإثم ؟ , هل يكون علي أهل بيت الله جميعاً أو علي  المسلمين جميعاً , مع العلم أن ذلك يتعارض مع مبدأ شخصية العقوبة في قوله تعالى " وَلَا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى " .
  . هل تجب معاقبة المشرك الذي يدخل بيت الله ؟ , وما هي العقوبة المحددة ؟
  . كلنا نعرف قصة أصحاب الفيل وكيف حمي الله بيته , فهل كان الله يحمي بيته قبل مولد النبي وقبل نزول القرآن , ثم كلف المسلمين بحماية البيت بعد نزول القرآن , وبعد أن تبين الحق من الباطل ؟! .
  . لو أن أحد من أهل بيت الله أعلن كفره , فهل يجب علي المسلمين إخراجه من بيت الله ؟! , مع العلم بأن هذا الأمر يتعارض قوله تعالى : " ... وَإِخْرَاجُ أَهْلِهِ مِنْهُ أَكْبَرُ عِنْدَ اللَّهِ ... " ( البقرة 217 ) .
  . ما الثواب الممنوح للمسلم أو للمسلمين في حالة تنفيذ أمر منع المشركين من دخول بيت الله ؟ .
  . ما هو العقاب أو العذاب الذي سيحل علي المؤمنين في حالة الامتناع عن ذلك ؟ أو بمعني آخر هل السماح بدخول المشركين بيت الله من كبائر الذنوب التي تستوجب العقاب أو العذاب من الله ؟ .

وحتى يكتمل الموضوع نذكر حكم القتال في بيت الله  وذلك في الآيات :  " ... وَلَا تُقَاتِلُوهُمْ عِنْدَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ حَتَّى يُقَاتِلُوكُمْ فِيهِ فَإِنْ قَاتَلُوكُمْ فَاقْتُلُوهُمْ كَذَلِكَ جَزَاءُ الْكَافِرِينَ * فَإِنِ انْتَهَوْا فَإِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ * وَقَاتِلُوهُمْ حَتَّى لَا تَكُونَ فِتْنَةٌ وَيَكُونَ الدِّينُ لِلَّهِ فَإِنِ انْتَهَوْا فَلَا عُدْوَانَ إِلَّا عَلَى الظَّالِمِينَ " ( البقرة 191 .. 193 ) . 

والآيات تتحدث عن حرمة القتال داخل بيت الله وذلك في قوله تعالى " ... وَلَا تُقَاتِلُوهُمْ عِنْدَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ حَتَّى يُقَاتِلُوكُمْ فِيهِ ... " ثم تتحدث الآيات عن حكم من يدخل بيت الله مقاتلاً , والعقوبة هي إنزال عقوبة القتل به مع الحكم بأنه كافراً وذلك في قوله تعالى " ... فَإِنْ قَاتَلُوكُمْ فَاقْتُلُوهُمْ كَذَلِكَ جَزَاءُ الْكَافِرِينَ " . والآيات لم تفرق بين من يدعي الإيمان ثم يدخل بيت الله مقاتلاً وبين المشرك فجميعهم حكمهم الكفر , ثم يتم إنزال عقوبة القتل عليهم .

أما عن نتيجة الامتناع عن تنفيذ أمره بقتل من يدخل بيت الله مقاتلاً , فهي الفتنة أي اختلاف الناس علي الحق والباطل , وذلك في قوله تعالى  " وَقَاتِلُوهُمْ حَتَّى لَا تَكُونَ فِتْنَةٌ ... " .ولا ننسي أن الله قد أمرنا بالعفو علي من انتهي عن هذا الفعل قبل المقدرة عليه و أعلن توبته وندمه , وذلك في قوله تعالى " فَإِنِ انْتَهَوْا فَإِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ " , وفي قوله تعالى " ... فَإِنِ انْتَهَوْا فَلَا عُدْوَانَ إِلَّا عَلَى الظَّالِمِينَ " .

وهنا يجب أن نذكر أن القتال عند المسجد الحرام لا يتعارض مع وعد الله بالأمن داخل الحرم , فالقتال داخل الحرم هو ابتلاء من الله للمؤمنين حتى لا تكون الفتنة ويكون الدين لله , وحوادث القتال عند المسجد الحرام معدودة ولا يمكن اعتبارها تنفي صفة الأمن عن بيت الله .

ندعو الله أن يهدينا وإياكم سواء السبيل .


هذا وبالله التوفيق .

محمد عبدالرحيم الغزالي



وعد الله عباده بعدم دخول المشركين بيت الله
من خصائص بيت الله

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

الموت وعلاقته بالسمع والبصر في القرآن

أسباب العذاب في الدنيا في القرآن

حجاب النساء ما بين كبائر الذنوب والفوز بالجنة

الحب المنبوذ في القرآن

حب الأبناء في القرآن

حب الأوطان في القرآن والحديث النبوي

حب الأنداد في القرآن

إدعاء محبة الله لليهود والنصارى

معاني الحب في القرآن