القسم والعهد في القرآن
تعليقاً على ردود الفعل على المقال السابق بعنوان " حقيقة القسم بغير الله " ، فنقول أن الله تعالى يقول في كتابه العزيز " إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ " ( لقمان 13 ) ، ويقول الله تعالى " وَمَا رَبُّكَ بِظَلَّامٍ لِلْعَبِيدِ " ( فصلت 46 ) .
ولو أن القسم بغير الله عمل من أعمال الشرك لحرم الله ذلك على نفسه ، فيقول الله عز وجل في الحديث القدسي : " يا عبادي إني حرمت الظلم على نفسي وجعلته بينكم محرما فلا تظالموا " .
أما عن حديث رسول الله : " من حلف بغير الله فقد أشرك " . فإن المقصود بالحلف هنا هو عهد الله أو الميثاق وليس القسم عموماً . وعهد الله لا يكون إلا بين المؤمن وبين الله . و عهد الله هو أن يعاهد المؤمن الله ، على أن يفعل أمر ما ، أو ألا يفعل أمر ما . والعهد هو نوع من أنواع القسم . وسنشرح الفرق بين العهد والقسم عموماً في نهاية هذا المقال . و نحب أن نقول أن أحاديث رسول الله هي مبينة أو مفسرة للقرآن وليست مكملة لنقص في القرآن . فالله تعالى يقول في كتابه العزيز : " فَاعْلَمُوا أَنَّمَا عَلَى رَسُولِنَا الْبَلَاغُ الْمُبِينُ " ( المائدة 92) .
أما عن قوله تعالى " لَا يُسْأَلُ عَمَّا يَفْعَلُ وَهُمْ يُسْأَلُونَ " ( الأنبياء 23) . فسياق الحديث عن الأصنام و الآلهة التي تعبد من دون الله ، والضمير ' هم ' في الآية يعود علي الأصنام والآلهة التي تعبد من دون الله . والمعني أن : " الأصنام و الآلهة التي تعبد من دون الله لا تَسأل الله عما يفعل ، أما الأصنام والآلهة فتُسأل عما تفعل " .
وسياق الآية كاملاً هو " أَمِ اتَّخَذُوا آَلِهَةً مِنَ الْأَرْضِ هُمْ يُنْشِرُونَ * لَوْ كَانَ فِيهِمَا آَلِهَةٌ إِلَّا اللَّهُ لَفَسَدَتَا فَسُبْحَانَ اللَّهِ رَبِّ الْعَرْشِ عَمَّا يَصِفُونَ * لَا يُسْأَلُ عَمَّا يَفْعَلُ وَهُمْ يُسْأَلُونَ * أَمِ اتَّخَذُوا مِنْ دُونِهِ آَلِهَةً قُلْ هَاتُوا بُرْهَانَكُمْ هَذَا ذِكْرُ مَنْ مَعِيَ وَذِكْرُ مَنْ قَبْلِي بَلْ أَكْثَرُهُمْ لَا يَعْلَمُونَ الْحَقَّ فَهُمْ مُعْرِضُونَ " (الأنبياء 21 - 24) .
ولو كان الضمير ' هم ' في قوله تعالى " لَا يُسْأَلُ عَمَّا يَفْعَلُ وَهُمْ يُسْأَلُونَ " ( الأنبياء 23) عائداً على المشركين ، فهل الموحدون لا يُسألون عما يفعلون ؟! . ولو كان عائداً على الناس كلهم لكان النص يجب أن يكون " لا يُسأل عما يفعل وأنتم تُسألون " .
وقد سأل الله المشركين عما تفعله آلهتهم في عده مواضع منها :
• " هَذَا خَلْقُ اللَّهِ فَأَرُونِي مَاذَا خَلَقَ الَّذِينَ مِنْ دُونِهِ " ( لقمان 11 ) .
• " قُلْ أَرَأَيْتُمْ شُرَكَاءَكُمُ الَّذِينَ تَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ أَرُونِي مَاذَا خَلَقُوا مِنَ الْأَرْضِ أَمْ لَهُمْ شِرْكٌ فِي السَّمَاوَاتِ أَمْ آَتَيْنَاهُمْ كِتَابًا فَهُمْ عَلَى بَيِّنَةٍ مِنْهُ " ( فاطر 40 ) .
أما عن سؤال البشر لله عن ما يفعله الله عز وجل ، فقد سأل سيدنا إبراهيم ربه وقال " رَبِّ أَرِنِي كَيْفَ تُحْيِي الْمَوْتَى " ( البقرة 260 ) . ويسأل من يعرض عن الذكر الله حين يقول " قَالَ رَبِّ لِمَ حَشَرْتَنِي أَعْمَى وَقَدْ كُنْتُ بَصِيرًا " (طه 125) .
ونعود إلى ذكر القسم في القرآن , فنقول إن أول قسم في تاريخ الخليقة في القرآن , كان علي لسان إبليس اللعين , وذلك في قوله تعالى " قَالَ فَبِعِزَّتِكَ لَأُغْوِيَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ * إِلَّا عِبَادَكَ مِنْهُمُ الْمُخْلَصِينَ * " ( ص 82 – 83 ) . ثم أقسم إبليس لكل من آدم وحواء في الجنة لإغوائهم في قوله تعالى " وَقَاسَمَهُمَا إِنِّي لَكُمَا لَمِنَ النَّاصِحِينَ " (الأعراف 21) .
وعندما نأتي لذكر القسم علي لسان البشر في القرآن , فإن الغالب الأعم من القسم في القرآن علي لسان البشر يكون قسماً بالباطل أو نفاقاً , حتى أن الله حذر رسوله من إطاعة من يكثر الحلف وذلك في قوله تعالى " وَلَا تُطِعْ كُلَّ حَلَّافٍ مَهِينٍ " ( القلم 10 ) .
ويحدثنا الله في كتابه العزيز عن صِنف من المنافقين إعتاد علي الحلف في الدنيا للمؤمنين كوقاية من العذاب وعندما يأتي يوم القيامة ويقفون أمام الله يحلفون لله كما كانوا يحلفون للمؤمنين وذلك في قوله تعالى : " يَوْمَ يَبْعَثُهُمُ اللَّهُ جَمِيعًا فَيَحْلِفُونَ لَهُ كَمَا يَحْلِفُونَ لَكُمْ وَيَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ عَلَى شَيْءٍ أَلَا إِنَّهُمْ هُمُ الْكَاذِبُونَ " ( المجادلة 17 ) . فأي صِنف من البشر هذا ؟! .
وفيما يلي بعض من المواضع التي أقسم فيها المنافقون بالله أو كان هذا القسم علي باطلاً :
• " فَكَيْفَ إِذَا أَصَابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ بِمَا قَدَّمَتْ أَيْدِيهِمْ ثُمَّ جَاءُوكَ يَحْلِفُونَ بِاللَّهِ إِنْ أَرَدْنَا إِلَّا إِحْسَانًا وَتَوْفِيقًا " ( النساء 62 )
• " وَيَقُولُ الَّذِينَ آَمَنُوا أَهَؤُلَاءِ الَّذِينَ أَقْسَمُوا بِاللَّهِ جَهْدَ أَيْمَانِهِمْ إِنَّهُمْ لَمَعَكُمْ حَبِطَتْ أَعْمَالُهُمْ فَأَصْبَحُوا خَاسِرِينَ " ( المائدة 53 ) .
• " ثُمَّ لَمْ تَكُنْ فِتْنَتُهُمْ إِلَّا أَنْ قَالُوا وَاللَّهِ رَبِّنَا مَا كُنَّا مُشْرِكِينَ * انْظُرْ كَيْفَ كَذَبُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ وَضَلَّ عَنْهُمْ مَا كَانُوا يَفْتَرُونَ " ( المائدة 23 .. 24 ) .
• " وَأَقْسَمُوا بِاللَّهِ جَهْدَ أَيْمَانِهِمْ لَئِنْ جَاءَتْهُمْ آَيَةٌ لَيُؤْمِنُنَّ بِهَا قُلْ إِنَّمَا الْآَيَاتُ عِنْدَ اللَّهِ وَمَا يُشْعِرُكُمْ أَنَّهَا إِذَا جَاءَتْ لَا يُؤْمِنُونَ " ( الأنعام 109 ) .
• " أَهَؤُلَاءِ الَّذِينَ أَقْسَمْتُمْ لَا يَنَالُهُمُ اللَّهُ بِرَحْمَةٍ ادْخُلُوا الْجَنَّةَ لَا خَوْفٌ عَلَيْكُمْ وَلَا أَنْتُمْ تَحْزَنُونَ " ( الأعراف 49 ) .
• " وَسَيَحْلِفُونَ بِاللَّهِ لَوِ اسْتَطَعْنَا لَخَرَجْنَا مَعَكُمْ يُهْلِكُونَ أَنْفُسَهُمْ وَاللَّهُ يَعْلَمُ إِنَّهُمْ لَكَاذِبُونَ " (التوبة 42 ) .
• " وَيَحْلِفُونَ بِاللَّهِ إِنَّهُمْ لَمِنْكُمْ وَمَا هُمْ مِنْكُمْ وَلَكِنَّهُمْ قَوْمٌ يَفْرَقُونَ " (التوبة 56 ) .
• " يَحْلِفُونَ بِاللَّهِ لَكُمْ لِيُرْضُوكُمْ وَاللَّهُ وَرَسُولُهُ أَحَقُّ أَنْ يُرْضُوهُ إِنْ كَانُوا مُؤْمِنِينَ " (التوبة 62) .
• " يَحْلِفُونَ بِاللَّهِ مَا قَالُوا وَلَقَدْ قَالُوا كَلِمَةَ الْكُفْرِ وَكَفَرُوا بَعْدَ إِسْلَامِهِمْ " (التوبة 74 ) .
• " سَيَحْلِفُونَ بِاللَّهِ لَكُمْ إِذَا انْقَلَبْتُمْ إِلَيْهِمْ لِتُعْرِضُوا عَنْهُمْ فَأَعْرِضُوا عَنْهُمْ إِنَّهُمْ رِجْسٌ وَمَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ جَزَاءً بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ * يَحْلِفُونَ لَكُمْ لِتَرْضَوْا عَنْهُمْ فَإِنْ تَرْضَوْا عَنْهُمْ فَإِنَّ اللَّهَ لَا يَرْضَى عَنِ الْقَوْمِ الْفَاسِقِينَ " (التوبة 95 .. 96) .
• " وَلَيَحْلِفُنَّ إِنْ أَرَدْنَا إِلَّا الْحُسْنَى وَاللَّهُ يَشْهَدُ إِنَّهُمْ لَكَاذِبُونَ " (التوبة 107) .
• " وَأَنْذِرِ النَّاسَ يَوْمَ يَأْتِيهِمُ الْعَذَابُ فَيَقُولُ الَّذِينَ ظَلَمُوا رَبَّنَا أَخِّرْنَا إِلَى أَجَلٍ قَرِيبٍ نُجِبْ دَعْوَتَكَ وَنَتَّبِعِ الرُّسُلَ أَوَلَمْ تَكُونُوا أَقْسَمْتُمْ مِنْ قَبْلُ مَا لَكُمْ مِنْ زَوَالٍ " ( إبراهيم 44 ) .
• " وَأَقْسَمُوا بِاللَّهِ جَهْدَ أَيْمَانِهِمْ لَا يَبْعَثُ اللَّهُ مَنْ يَمُوتُ بَلَى وَعْدًا عَلَيْهِ حَقًّا وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ " ( النحل 38 ) .
• " وَأَقْسَمُوا بِاللَّهِ جَهْدَ أَيْمَانِهِمْ لَئِنْ أَمَرْتَهُمْ لَيَخْرُجُنَّ قُلْ لَا تُقْسِمُوا طَاعَةٌ مَعْرُوفَةٌ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ " ( النور 53 ) .
• " وَأَقْسَمُوا بِاللَّهِ جَهْدَ أَيْمَانِهِمْ لَئِنْ جَاءَهُمْ نَذِيرٌ لَيَكُونُنَّ أَهْدَى مِنْ إِحْدَى الْأُمَمِ فَلَمَّا جَاءَهُمْ نَذِيرٌ مَا زَادَهُمْ إِلَّا نُفُورًا " ( فاطر 42 ) .
• " أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ تَوَلَّوْا قَوْمًا غَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ مَا هُمْ مِنْكُمْ وَلَا مِنْهُمْ وَيَحْلِفُونَ عَلَى الْكَذِبِ وَهُمْ يَعْلَمُونَ " ( المجادلة 14 ) .
• " اتَّخَذُوا أَيْمَانَهُمْ جُنَّةً فَصَدُّوا عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ إِنَّهُمْ سَاءَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ " ( المنافقون 2 ) .
وعندما نأتي لذكر القسم علي لسان البشر في القرآن , فإن الغالب الأعم من القسم في القرآن علي لسان البشر يكون قسماً بالباطل أو نفاقاً , حتى أن الله حذر رسوله من إطاعة من يكثر الحلف وذلك في قوله تعالى " وَلَا تُطِعْ كُلَّ حَلَّافٍ مَهِينٍ " ( القلم 10 ) .
ويحدثنا الله في كتابه العزيز عن صِنف من المنافقين إعتاد علي الحلف في الدنيا للمؤمنين كوقاية من العذاب وعندما يأتي يوم القيامة ويقفون أمام الله يحلفون لله كما كانوا يحلفون للمؤمنين وذلك في قوله تعالى : " يَوْمَ يَبْعَثُهُمُ اللَّهُ جَمِيعًا فَيَحْلِفُونَ لَهُ كَمَا يَحْلِفُونَ لَكُمْ وَيَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ عَلَى شَيْءٍ أَلَا إِنَّهُمْ هُمُ الْكَاذِبُونَ " ( المجادلة 17 ) . فأي صِنف من البشر هذا ؟! .
وفيما يلي بعض من المواضع التي أقسم فيها المنافقون بالله أو كان هذا القسم علي باطلاً :
• " فَكَيْفَ إِذَا أَصَابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ بِمَا قَدَّمَتْ أَيْدِيهِمْ ثُمَّ جَاءُوكَ يَحْلِفُونَ بِاللَّهِ إِنْ أَرَدْنَا إِلَّا إِحْسَانًا وَتَوْفِيقًا " ( النساء 62 )
• " وَيَقُولُ الَّذِينَ آَمَنُوا أَهَؤُلَاءِ الَّذِينَ أَقْسَمُوا بِاللَّهِ جَهْدَ أَيْمَانِهِمْ إِنَّهُمْ لَمَعَكُمْ حَبِطَتْ أَعْمَالُهُمْ فَأَصْبَحُوا خَاسِرِينَ " ( المائدة 53 ) .
• " ثُمَّ لَمْ تَكُنْ فِتْنَتُهُمْ إِلَّا أَنْ قَالُوا وَاللَّهِ رَبِّنَا مَا كُنَّا مُشْرِكِينَ * انْظُرْ كَيْفَ كَذَبُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ وَضَلَّ عَنْهُمْ مَا كَانُوا يَفْتَرُونَ " ( المائدة 23 .. 24 ) .
• " وَأَقْسَمُوا بِاللَّهِ جَهْدَ أَيْمَانِهِمْ لَئِنْ جَاءَتْهُمْ آَيَةٌ لَيُؤْمِنُنَّ بِهَا قُلْ إِنَّمَا الْآَيَاتُ عِنْدَ اللَّهِ وَمَا يُشْعِرُكُمْ أَنَّهَا إِذَا جَاءَتْ لَا يُؤْمِنُونَ " ( الأنعام 109 ) .
• " أَهَؤُلَاءِ الَّذِينَ أَقْسَمْتُمْ لَا يَنَالُهُمُ اللَّهُ بِرَحْمَةٍ ادْخُلُوا الْجَنَّةَ لَا خَوْفٌ عَلَيْكُمْ وَلَا أَنْتُمْ تَحْزَنُونَ " ( الأعراف 49 ) .
• " وَسَيَحْلِفُونَ بِاللَّهِ لَوِ اسْتَطَعْنَا لَخَرَجْنَا مَعَكُمْ يُهْلِكُونَ أَنْفُسَهُمْ وَاللَّهُ يَعْلَمُ إِنَّهُمْ لَكَاذِبُونَ " (التوبة 42 ) .
• " وَيَحْلِفُونَ بِاللَّهِ إِنَّهُمْ لَمِنْكُمْ وَمَا هُمْ مِنْكُمْ وَلَكِنَّهُمْ قَوْمٌ يَفْرَقُونَ " (التوبة 56 ) .
• " يَحْلِفُونَ بِاللَّهِ لَكُمْ لِيُرْضُوكُمْ وَاللَّهُ وَرَسُولُهُ أَحَقُّ أَنْ يُرْضُوهُ إِنْ كَانُوا مُؤْمِنِينَ " (التوبة 62) .
• " يَحْلِفُونَ بِاللَّهِ مَا قَالُوا وَلَقَدْ قَالُوا كَلِمَةَ الْكُفْرِ وَكَفَرُوا بَعْدَ إِسْلَامِهِمْ " (التوبة 74 ) .
• " سَيَحْلِفُونَ بِاللَّهِ لَكُمْ إِذَا انْقَلَبْتُمْ إِلَيْهِمْ لِتُعْرِضُوا عَنْهُمْ فَأَعْرِضُوا عَنْهُمْ إِنَّهُمْ رِجْسٌ وَمَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ جَزَاءً بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ * يَحْلِفُونَ لَكُمْ لِتَرْضَوْا عَنْهُمْ فَإِنْ تَرْضَوْا عَنْهُمْ فَإِنَّ اللَّهَ لَا يَرْضَى عَنِ الْقَوْمِ الْفَاسِقِينَ " (التوبة 95 .. 96) .
• " وَلَيَحْلِفُنَّ إِنْ أَرَدْنَا إِلَّا الْحُسْنَى وَاللَّهُ يَشْهَدُ إِنَّهُمْ لَكَاذِبُونَ " (التوبة 107) .
• " وَأَنْذِرِ النَّاسَ يَوْمَ يَأْتِيهِمُ الْعَذَابُ فَيَقُولُ الَّذِينَ ظَلَمُوا رَبَّنَا أَخِّرْنَا إِلَى أَجَلٍ قَرِيبٍ نُجِبْ دَعْوَتَكَ وَنَتَّبِعِ الرُّسُلَ أَوَلَمْ تَكُونُوا أَقْسَمْتُمْ مِنْ قَبْلُ مَا لَكُمْ مِنْ زَوَالٍ " ( إبراهيم 44 ) .
• " وَأَقْسَمُوا بِاللَّهِ جَهْدَ أَيْمَانِهِمْ لَا يَبْعَثُ اللَّهُ مَنْ يَمُوتُ بَلَى وَعْدًا عَلَيْهِ حَقًّا وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ " ( النحل 38 ) .
• " وَأَقْسَمُوا بِاللَّهِ جَهْدَ أَيْمَانِهِمْ لَئِنْ أَمَرْتَهُمْ لَيَخْرُجُنَّ قُلْ لَا تُقْسِمُوا طَاعَةٌ مَعْرُوفَةٌ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ " ( النور 53 ) .
• " وَأَقْسَمُوا بِاللَّهِ جَهْدَ أَيْمَانِهِمْ لَئِنْ جَاءَهُمْ نَذِيرٌ لَيَكُونُنَّ أَهْدَى مِنْ إِحْدَى الْأُمَمِ فَلَمَّا جَاءَهُمْ نَذِيرٌ مَا زَادَهُمْ إِلَّا نُفُورًا " ( فاطر 42 ) .
• " أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ تَوَلَّوْا قَوْمًا غَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ مَا هُمْ مِنْكُمْ وَلَا مِنْهُمْ وَيَحْلِفُونَ عَلَى الْكَذِبِ وَهُمْ يَعْلَمُونَ " ( المجادلة 14 ) .
• " اتَّخَذُوا أَيْمَانَهُمْ جُنَّةً فَصَدُّوا عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ إِنَّهُمْ سَاءَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ " ( المنافقون 2 ) .
ومما سبق يتضح لنا أن كثرة الحلف بالله ليس من صفات المؤمنين بل هي من صفات المنافقين . كما نهي الله المؤمنين عن القسم علي قطيعة رحم أو علي منع الصدقات وذلك في قوله تعالى " وَلَا يَأْتَلِ أُولُو الْفَضْلِ مِنْكُمْ وَالسَّعَةِ أَنْ يُؤْتُوا أُولِي الْقُرْبَى وَالْمَسَاكِينَ وَالْمُهَاجِرِينَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلْيَعْفُوا وَلْيَصْفَحُوا أَلَا تُحِبُّونَ أَنْ يَغْفِرَ اللَّهُ لَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ " ( النور 22 ) .
أما عن العهد أو الميثاق في كتاب الله , والفرق بينه وبين القسم عموماً ، فالعهد لا يكون إلا بين المؤمن وبين الله ، وهو نوع من القسم ، والعهد يكون على صيغة جملة إنشائية وليس على صيغة جملة خبرية ، أو بمعنى آخر أن يعاهد المؤمن الله على أن يفعل أمر ما . مثل أن يقول المؤمن " والله لأفعل كذا غداً " . ولا يجوز للمؤمن أن يعاهد غير الله . فلا يجوز للمؤمن أن يعاهد الشمس أو القمر أو القلم وغيرها من صيغ القسم . وهذا هو المقصود بحديث رسول الله " من حلف بغير الله فقد أشرك " .
أما القسم عموماً فيكون علي كل من الجمل الإنشائية والجمل الخبرية على حد سواء . ويجوز في القسم في صيغة الجملة الخبرية أن يقسم المؤمن بالله أو بالنبي أو بكل قسم أقسم به الله في كتابه العزيز .
ومن أمثلة صيغ القسم الجائزة على الجمل الخبرية والواردة في القرآن عن الله , قوله تعالى " ن وَالْقَلَمِ وَمَا يَسْطُرُونَ * مَا أَنْتَ بِنِعْمَةِ رَبِّكَ بِمَجْنُونٍ " ( القلم 1 – 2 ) . و عندما قطع الله عهداً على نفسه فإنه أقسم بنفسه في قوله تعالى " تَاللَّهِ لَتُسْأَلُنَّ عَمَّا كُنْتُمْ تَفْتَرُونَ " ( النحل 56 ) .
لذا فيجوز للمؤمن أن يقسم بأبيه أنه قد فعل كذا بالأمس . لأنه قد أقسم على جمله خبرية في الماضي . ومثال ذلك حديث النبي : " أفلح وأبيه إن صدق "
ومن أمثلة عهد الله أو الميثاق ، ذلك القسم الذي يؤديه الرؤساء والمسئولين عند توليهم مناصبهم . و هذا القسم هو عهد لله لا ينفسخ بأي حال من الأحوال إلا بتركهم لمناصبهم , وليست له كفارة يمين . فهذا القسم هو عهد وميثاق انعقد بين المؤمن وبين الله .
ومن أمثلة عهد الله ، ذلك القسم الذي يؤديه من يدلى بالشهادة أمام المحاكم ، حين يعاهد الله أن يقول الحق ، قائلاً : " والله العظيم أقول الحق "
أما عن العهود والمواثيق بين الدول فيحكمها قوله تعالى : " فَمَا اسْتَقَامُوا لَكُمْ فَاسْتَقِيمُوا لَهُمْ " ( التوبة 7 ) . وهي تختلف في الأحكام عن العهد الذي يقطعه المؤمن على نفسه فذلك يحكمه قوله تعالى : " وَأَوْفُواْ بِعَهْدِ اللهِ إِذَا عَاهَدتُّمْ وَلاَ تَنقُضُواْ الأَيْمَانَ بَعْدَ تَوْكِيدِهَا " ( النحل 91 ) .
أما عن العهد أو الميثاق في كتاب الله , والفرق بينه وبين القسم عموماً ، فالعهد لا يكون إلا بين المؤمن وبين الله ، وهو نوع من القسم ، والعهد يكون على صيغة جملة إنشائية وليس على صيغة جملة خبرية ، أو بمعنى آخر أن يعاهد المؤمن الله على أن يفعل أمر ما . مثل أن يقول المؤمن " والله لأفعل كذا غداً " . ولا يجوز للمؤمن أن يعاهد غير الله . فلا يجوز للمؤمن أن يعاهد الشمس أو القمر أو القلم وغيرها من صيغ القسم . وهذا هو المقصود بحديث رسول الله " من حلف بغير الله فقد أشرك " .
أما القسم عموماً فيكون علي كل من الجمل الإنشائية والجمل الخبرية على حد سواء . ويجوز في القسم في صيغة الجملة الخبرية أن يقسم المؤمن بالله أو بالنبي أو بكل قسم أقسم به الله في كتابه العزيز .
ومن أمثلة صيغ القسم الجائزة على الجمل الخبرية والواردة في القرآن عن الله , قوله تعالى " ن وَالْقَلَمِ وَمَا يَسْطُرُونَ * مَا أَنْتَ بِنِعْمَةِ رَبِّكَ بِمَجْنُونٍ " ( القلم 1 – 2 ) . و عندما قطع الله عهداً على نفسه فإنه أقسم بنفسه في قوله تعالى " تَاللَّهِ لَتُسْأَلُنَّ عَمَّا كُنْتُمْ تَفْتَرُونَ " ( النحل 56 ) .
لذا فيجوز للمؤمن أن يقسم بأبيه أنه قد فعل كذا بالأمس . لأنه قد أقسم على جمله خبرية في الماضي . ومثال ذلك حديث النبي : " أفلح وأبيه إن صدق "
ومن أمثلة عهد الله أو الميثاق ، ذلك القسم الذي يؤديه الرؤساء والمسئولين عند توليهم مناصبهم . و هذا القسم هو عهد لله لا ينفسخ بأي حال من الأحوال إلا بتركهم لمناصبهم , وليست له كفارة يمين . فهذا القسم هو عهد وميثاق انعقد بين المؤمن وبين الله .
ومن أمثلة عهد الله ، ذلك القسم الذي يؤديه من يدلى بالشهادة أمام المحاكم ، حين يعاهد الله أن يقول الحق ، قائلاً : " والله العظيم أقول الحق "
أما عن العهود والمواثيق بين الدول فيحكمها قوله تعالى : " فَمَا اسْتَقَامُوا لَكُمْ فَاسْتَقِيمُوا لَهُمْ " ( التوبة 7 ) . وهي تختلف في الأحكام عن العهد الذي يقطعه المؤمن على نفسه فذلك يحكمه قوله تعالى : " وَأَوْفُواْ بِعَهْدِ اللهِ إِذَا عَاهَدتُّمْ وَلاَ تَنقُضُواْ الأَيْمَانَ بَعْدَ تَوْكِيدِهَا " ( النحل 91 ) .
ونكث عهد الله هو من كبائر الذنوب ، ويتضح ذلك في قوله تعالى " إِنَّ الَّذِينَ يَشْتَرُونَ بِعَهْدِ اللَّهِ وَأَيْمَانِهِمْ ثَمَنًا قَلِيلًا أُولَئِكَ لَا خَلَاقَ لَهُمْ فِي الْآَخِرَةِ وَلَا يُكَلِّمُهُمُ اللَّهُ وَلَا يَنْظُرُ إِلَيْهِمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَلَا يُزَكِّيهِمْ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ " (آل عمران 77 ) . وقد نهى الله نبيه أيوب عن الحنث بالقسم في قوله تعالى " وَخُذْ بِيَدِكَ ضِغْثًا فَاضْرِبْ بِهِ وَلَا تَحْنَثْ " ( ص 44 ) . والقرآن ملئ بالآيات التي تتحدث عن نقض عهد الله أ و الميثاق ولا يتسع المكان هنا لذكرها .
لذا فنقول أنه يجوز للمؤمن أن يقسم بكل قسم أقسم به الله في كتابه العزيز، إذا كان هذا القسم ليس بالعهد ، فعهد الله لا يكون إلا بين المؤمن وبين الله . ولا يجوز للمؤمن أن يقسم بالأصنام أو ما يُعبد من دون الله ، والله أعلم .
ندعو الله أن يهدينا وإياكم سواء السبيل .
هذا وبالله التوفيق .
تعليقات
إرسال تعليق