الظلم ، عاقبته ومعانيه في القرآن

إن ظلم النفس من أقدم الخطايا في تاريخ البشرية ، فقد كان أول ظلم للنفس بواسطة سيدنا آدم أبو البشر وزوجته في الجنة ، وذلك حينما خالفا أمر الله بعدم الاقتراب من الشجرة ، في قوله تعالى " ... وَلَا تَقْرَبَا هَذِهِ الشَّجَرَةَ فَتَكُونَا مِنَ الظَّالِمِينَ " ( البقرة 35 ) . وقد أعلن كل من آدم وزوجته ندمهما علي هذا الفعل وطلبا المغفرة والرحمة من الله ، في قوله تعالى " قَالَا رَبَّنَا ظَلَمْنَا أَنْفُسَنَا وَإِنْ لَمْ تَغْفِرْ لَنَا وَتَرْحَمْنَا لَنَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ " ( الأعراف 23 ) . وقد كانت هذه الخطيئة السبب في خروج آدم وزوجته من الجنة ، في قوله تعالى " قَالَ اهْبِطُوا بَعْضُكُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ وَلَكُمْ فِي الْأَرْضِ مُسْتَقَرٌّ وَمَتَاعٌ إِلَى حِينٍ " ( الأعراف 24 ) . وكان ذلك كله قبل أن يتقبل الله توبتهم ، في قوله تعالى " فَتَلَقَّى آَدَمُ مِنْ رَبِّهِ كَلِمَاتٍ فَتَابَ عَلَيْهِ إِنَّهُ هُوَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ " (37) . وآدم وزوجته بفعلتهما هذة ، لم يظلما إلا نفسيهما ، بأكلهم من الشجرة ، والذي ترتب عليه خروجهما من الجنة .