العلاقة بين الإيمان والهدى


   الإيمان هو الاعتقاد بالغيب والحقائق المثبتة بالقرآن الكريم ومنها الإيمان بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر .



والإيمان درجات ، فيقول الله تعالى : "وَإِذَا تُلِيَتْ عَلَيْهِمْ آيَاتُهُ زَادَتْهُمْ إِيمَانًا  " ( الأنفال 1 ) . ولا يوجد إنسان كامل الإيمان ، فمن أسماء الله تعالى ، اسم الله المؤمن .

والهدى هو سبيل الإنسان للنجاة في الدنيا والآخرة . فيقول تعالى : " ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ " ( النحل 125 ) ، ويقول تعالى : " وَإِن تَدْعُهُمْ إِلَى الْهُدَى فَلَن يَهْتَدُوا إِذًا أَبَدًا " ( الكهف 57 ) . فالدعوة في القرآن تكون إلي الهدى أي إلى سبيل النجاة .

والهدى درجات في قوله تعالى " وَيَزِيدُ اللَّهُ الَّذِينَ اهْتَدَوْا هُدًى " ( مريم 19 ) . وأعلى درجات الهدى الصراط المستقيم في قوله تعالى " وَيَهْدِيَكَ صِرَاطًا مُسْتَقِيمًا " ( الفتح 2 ) . وضد الهدى الضلال . والضلال هو سبيل الهلاك في الدنيا والآخرة .

والإنسان مخير في الإيمان والكفر ، فالأمر بالإيمان وارد في القرآن في أكثر من موضع منها قوله تعالى : " يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا آَمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَالْكِتَابِ الَّذِي نَزَّلَ عَلَى رَسُولِهِ وَالْكِتَابِ الَّذِي أَنْزَلَ مِنْ قَبْلُ " ( النساء 136 ) .

ولكن الإنسان ليس مخير في الهدى والضلال . فالله يهدى من يشاء ويضل من يشاء ، ولم يرد الأمر بالهدى في القرآن الكريم ، فالأمر مرتبط بالمشيئة ، فيقول تعالى : " وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ لَجَعَلَكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَلَٰكِنْ يُضِلُّ مَنْ يَشَاءُ وَيَهْدِي مَنْ يَشَاءُ ۚ وَلَتُسْأَلُنَّ عَمَّا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ " ( النحل 93 ) .

والضلال قد يكون ابتلاء من الله للإنسان ، فرسول الله كان على ضلال قبل أن يهديه الله ، وذلك في قوله تعالى " وَوَجَدَكَ ضَالًّا فَهَدَى " ( الضحى 7 ) . وقد يكون عقوبة من الله للإنسان ، وذلك في قوله تعالى  " وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ " (٢٥٨ البقرة) .

والهدى قد يكون سابق على الإيمان ، وقد كان ذلك في قصة سيدنا إبراهيم حيث كان هداه سابق علي إيمانه ، في قوله تعالى : " قَالَ لَئِن لَّمْ يَهْدِنِي رَبِّي لأكُونَنَّ مِنَ الْقَوْمِ الضَّالِّينَ  " ( الأنعام 77 ) ، وقوله تعالى " وَحَاجَّهُ قَوْمُهُ قَالَ أَتُحَاجُّونِّي فِي اللَّهِ وَقَدْ هَدَانِ " ( الأنعام 80 ) .


والإيمان قد يكون سابق على الهدى ، في قوله تعالى : " إِنَّهُمْ فِتْيَةٌ آمَنُوا بِرَبِّهِمْ وَزِدْنَاهُمْ هُدًى " ( الكهف 13 )  وقوله تعالى قوله تعالى : " إِنَّ الَّذِينَ آمَنُواْ وَعَمِلُواْ الصَّالِحَاتِ يَهْدِيهِمْ رَبُّهُمْ بِإِيمَانِهِمْ " ( الرعد 9 ) .

لذا فلا علاقة بين الإيمان والهدى فقد يكون الإنسان على درجة كبيرة من الإيمان وهو ليس على درجة من الهدى . وقد يكون الإنسان على درجة كبيرة من الهدى وهو ليس على درجة من الإيمان . وقد يجمع الإنسان بين درجات الإيمان ودرجات الهدى .


ندعو الله أن يهدينا وإياكم سواء السبيل .

هذا وبالله التوفيق .

محمد عبد الرحيم الغزالي



الإيمان
الإيمان




الهدى
الهدى

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

الموت وعلاقته بالسمع والبصر في القرآن

أسباب العذاب في الدنيا في القرآن

من خصائص بيت الله

حجاب النساء ما بين كبائر الذنوب والفوز بالجنة

الحب المنبوذ في القرآن

حب الأبناء في القرآن

حب الأوطان في القرآن والحديث النبوي

حب الأنداد في القرآن

إدعاء محبة الله لليهود والنصارى

معاني الحب في القرآن