المشاركات

عرض الرسائل ذات التصنيف الكبائر

عقوبة آكل مال اليتيم ظلماً في القرآن

صورة
       ذكرنا من قبل ، أننا لا نحتاج إلى أن نضع في أنظمة وقوانين الدول أي عقوبة على الكبائر ، وخاصة الكبائر التي وضع لها الله عز وجل عقوبة في الدنيا .   وهنا في هذا المقال ، نُسلط الضوء على  عقوبة آكل مال اليتيم ظلماً في القرآن ، فيقول تعالى " إِنَّ الَّذِينَ يَأْكُلُونَ أَمْوَالَ الْيَتَامَىٰ ظُلْمًا إِنَّمَا يَأْكُلُونَ فِي بُطُونِهِمْ نَارًا ۖ وَسَيَصْلَوْنَ سَعِيرًا " (النساء 10) .   فقد وضع الله عقوبة لآكل مال اليتيم ظلماً في القرآن ، في الدنيا  أنه يأكل في بطنه ناراً ، وفى الآخرة أنه سيصلى سعيراً .   لذا فقد حمى الله أموال اليتامي في الدنيا ، وقد ذكرنا سابقاً أن لأموال اليتامى أحكام في أنظمة وقوانين  الدول ، لقوله تعالى " وَابْتَلُوا الْيَتَامَى حَتَّى إِذَا بَلَغُوا النِّكَاحَ فَإِنْ آَنَسْتُمْ مِنْهُمْ رُشْدًا فَادْفَعُوا إِلَيْهِمْ أَمْوَالَهُمْ وَلَا تَأْكُلُوهَا إِسْرَافًا وَبِدَارًا أَنْ يَكْبَرُوا وَمَنْ كَانَ غَنِيًّا فَلْيَسْتَعْفِفْ وَمَنْ كَانَ فَقِيرًا فَلْيَأْكُلْ بِالْمَعْرُوفِ فَإِذَا دَفَعْتُمْ إِلَيْهِمْ أَمْوَالَهُمْ فَأَشْهِدُوا عَلَيْهِمْ وَكَفَى

حكم منع الضرائب في العصر الحديث

صورة
           لقد حث الله عز وجل المؤمنين على الإنفاق في سبيل الله ، فيقول تعالى " الَّذِينَ يُنْفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ ثُمَّ لَا يُتْبِعُونَ مَا أَنْفَقُوا مَنًّا وَلَا أَذًى لَهُمْ أَجْرُهُمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ وَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ " ( البقرة 262  ) . وجعل الله عز وجل ، مصرف " في سبيل الله " ، أحد مصارف الزكاة و الصدقات ، فيقول تعالى  " إِنَّمَا الصَّدَقَاتُ لِلْفُقَرَاءِ وَالْمَسَاكِينِ وَالْعَامِلِينَ عَلَيْهَا وَالْمُؤَلَّفَةِ قُلُوبُهُمْ وَفِي الرِّقَابِ وَالْغَارِمِينَ وَفِي سَبِيلِ اللَّهِ وَابْنِ السَّبِيلِ ۖ فَرِيضَةً مِّنَ اللَّهِ ۗ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ " ( التوبة 60) . وقد اتفق العلماء قديماً وحديثاً على أن تجهيز الجيش هو أحد مشمولات مصرف في سبيل الله من مصارف الزكاة والصدقات .  وفي العصر الحديث ، يُنفق على الجيش الوطني من أموال الضرائب المستحدثة ، جنباً إلى جنب مع الإنفاق على المرافق العامة من صحة وتعليم وطرق وغيرها . وقد  اتفق العلماء قديماً وحديثاً على أن منع الزكاة من الكبائر ، فيقول تعالى "

حجاب النساء ما بين كبائر الذنوب والفوز بالجنة

صورة
       حث الله نبيه في قرآنه المجيد على أن يأمر نساء المؤمنين بالحجاب فيقول تعالى " يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُل لِّأَزْوَاجِكَ وَبَنَاتِكَ وَنِسَاءِ الْمُؤْمِنِينَ يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِن جَلَابِيبِهِنَّ ۚ ذَٰلِكَ أَدْنَىٰ أَن يُعْرَفْنَ فَلَا يُؤْذَيْنَ ۗ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَّحِيمًا " (الأحزاب 59) .   وهنا حجاب النساء أحد أسباب مغفرة الذنوب عدا الكبائر وكذلك أحد اسباب الرحمة فقد قال تعالى في ذات السياق  " وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَّحِيمًا " (الأحزاب 59) .   وجاء في الحديث النبوي قوله صلى الله عليه وسلم لأسماء بنت أبي بكر " ( يا اسماء ان المرآه اذا بلغت المحيض لم يصح ان يرى منها الا هذا وهذا )   واشار الى وجهه و كفيه "   ولم يذكر الله عز وجل عقوبة على تاركة الحجاب لذا فترك الحجاب ليس من الكبائر التي تعذب عليها المرأة في الدنيا أو الأخرة . وكذلك الإلتزام بالحجاب ليس أحد أسباب الفوز بالجنة أو الإرتقاء في مراتب الجنة ، فللجنة أسباب أخرى ذكرناها في مقال سابق ولا يتسع المقام هنا لذكرها . أما عن المتشددين الذين يجعلون الحجاب علي رأس التكليفات الشرعية ل

خيانة الأمانة في القرآن

صورة
     كنا قد كتبنا عدة مقالات عن أسباب العذاب في الدنيا ،والآخرة ، وعن العقوبات على الكبائر في النظم القانونية وتوصلنا لنتيجة أن الإنسان يعاقب من قبل الله عز وجل على إرتكاب الكبائر ، وحددنا الكبائر التي يعاقب عليها الإنسان ونوع العقوبة في الدنيا أو الآخرة .   ومن الكبائر التي ذكرناها ، خيانة الأمانة ، فيقول عز وجل " إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُكُمْ أَن تُؤَدُّوا الْأَمَانَاتِ إِلَىٰ أَهْلِهَا وَإِذَا حَكَمْتُم بَيْنَ النَّاسِ أَن تَحْكُمُوا بِالْعَدْلِ " (النساء 58) .   إلا أنه بالعودة إلى القرآن ، لا تجد عقوبة محددة لخيانة الأمانة ، وفي الحديث النبوي ذُكر أنه عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((إذا ضيعت الأمانة فانتظر الساعة. قال: كيف إضاعتها يا رسول الله؟ قال: إذا أسند الأمر إلى غير أهله فانتظر الساعة)) .   وإخفاء عقوبة خيانة الأمانة في القرآن هو لحكمة من الله عز وجل ، فالأمانة قد تكون  أموال خاصة أو أموال عامة أو أموال يتامى أو أموال مواريث . وكل نوع مما سبق له عقوبة على ضياعه عن عمد . فمن ضيع أمانة الأموال الخاصة عن عمد ، يعاقب من الله بعقوبة السرق

العقوبات على الكبائر في النظم القانونية

صورة
       في العصر الحديث ، تعقدت النظم القانونية في الدول ، ووضعت العقوبات في القوانين على الكبائر الخطيرة على المجتمع كالجنايات وكذلك على الصغائر كالجنح . وكنا قد كتبنا مقالاً عن أسباب العذاب في الدنيا ، ووضحنا فيه أن الله قد قرر بعضاً من العذاب في الدنيا على بعض الكبائر ، ووضحنا أن الكبيرة هي كل ما يستحق عليه العبد عذاباً في الدنيا أو الآخرة .   وحماية للمجتمع من خطورة إرتكاب الكبائر وضع الله العقوبات على الكبائر في  قرآنه المجيد وذلك في صورة عذاب سواء في الدنيا أو الآخرة . ونقول أنه لا حاجة لوضع عقوبات على هذة الكبائر في النظم القانونية بالدول .   فقد حمى الله عز وجل مال اليتيم في قوله تعالى " إِنَّ الَّذِينَ يَأْكُلُونَ أَمْوَالَ الْيَتَامَى ظُلْمًا إِنَّمَا يَأْكُلُونَ فِي بُطُونِهِمْ نَارًا وَسَيَصْلَوْنَ سَعِيرًا " ( النساء 10 ) . وحمى الله المال العام في قوله تعالى "  يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لَا تَأْكُلُوا أَمْوَالَكُمْ بَيْنَكُمْ بِالْبَاطِلِ إِلَّا أَنْ تَكُونَ تِجَارَةً عَنْ تَرَاضٍ مِنْكُمْ وَلَا تَقْتُلُوا أَنْفُسَكُمْ إِنَّ اللَّهَ كَانَ بِكُمْ ر

النقاب وحدود الحرية الشخصية

صورة
      النقاب هو غطاء وجه الإنسان ، ومن تعبيرات وجه الإنسان تستطيع أن تعرف بعض أحواله , سعيد أم حزين , مريض أم معافي ، صادق أم كاذب ، كما أن حال الإنسان في الآخرة يعرف من وجهه ، فيقول تعالى : " يَوْمَ تَبْيَضُّ وُجُوهٌ وَتَسْوَدُّ وُجُوهٌ " ( آل عمران 106 ) ويقول تعالى : "  وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَاضِرَةٌ * إِلَى رَبِّهَا نَاظِرَةٌ * وَوُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ بَاسِرَةٌ * تَظُنُّ أَنْ يُفْعَلَ بِهَا فَاقِرَةٌ  " ( القيامة 22 - 25 ) ، ويقول تعالى : "  وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ تَرَى الَّذِينَ كَذَبُوا عَلَى اللَّهِ وُجُوهُهُمْ مُسْوَدَّةٌ أَلَيْسَ فِي جَهَنَّمَ مَثْوًى لِلْمُتَكَبِّرِينَ " ( الزمر 60 ) .       والنقاب قد يكون حرية شخصية ، ولكن عندما يتعلق الأمر بارتكاب الكبائر التي تستوجب العذاب واللعنة من الله ، فيجب أن يكون لنا وقفه .      فلقد أمرنا الله في قرآنه المجيد ، بصلة الرحم وحذرنا الله تعالى من قطيعة الرحم وذلك في قوله تعالى : " وَالَّذِينَ يَنْقُضُونَ عَهْدَ اللَّهِ مِنْ بَعْدِ مِيثَاقِهِ وَيَقْطَعُونَ مَا أَمَرَ اللَّهُ بِهِ أَنْ يُوصَلَ وَ

أسباب عذاب الآخرة في القرآن

صورة
    في المقال السابق تحدثنا عن أسباب العذاب في الدنيا في القرآن ، وقد تبين لنا أنه يوجد كبائر في القرآن يستحق عليها العبد عذاباً في الدنيا فقط ، وكبائر يستحق عليها العبد عذاباً في الدنيا وكذلك عذاباً في الآخرة . في هذا المقال سنركز على الكبائر المذكورة في القرآن ويستحق عليها العبد عذاباً في الآخرة دون أن يقابلها عذاباً في الدنيا .  أول هذة الكبائر وهي " عدم التوبة من الزنا " في قوله تعالى : " وَالَّذِينَ لا يَدْعُونَ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آخَرَ وَلا يَقْتُلُونَ النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلا بِالْحَقِّ وَلا يَزْنُونَ وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ يَلْقَ أَثَامًا * يُضَاعَفْ لَهُ الْعَذَابُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَيَخْلُدْ فِيهِ مُهَانًا * إِلا مَنْ تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ عَمَلا صَالِحًا فَأُولَئِكَ يُبَدِّلُ اللَّهُ سَيِّئَاتِهِمْ حَسَنَاتٍ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَحِيمًا * وَمَنْ تَابَ وَعَمِلَ صَالِحًا فَإِنَّهُ يَتُوبُ إِلَى اللَّهِ مَتَابًا  " ( الفرقان 68 - 71 ) .  والتوبة مع العمل الصالح تؤدي إلي أن يبدل الله السيئات بالحسنات . ثاني الكبائر هي

أسباب العذاب في الدنيا في القرآن

صورة
    لقد وعد الله عباده في كتابه العزيز بالجنة إذا إجتنبوا كبائر الذنوب ، وذلك في قوله تعالى : " إِنْ تَجْتَنِبُوا كَبَائِرَ مَا تُنْهَوْنَ عَنْهُ نُكَفِّرْ عَنْكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ وَنُدْخِلْكُمْ مُدْخَلًا كَرِيمًا " ( النساء  31 ) . والكبيرة في القرآن هي كل ما يستحق عليه العبد ، عذاباً في القرآن ، سواء كان هذا العذاب في الدنيا أو كان في الآخرة ، فلا عذاب عند الله إلا بنص قرآني من عند الله ، فيقول الله تعالى مخاطباً نبيه : " لَيْسَ لَكَ مِنَ الْأَمْرِ شَيْءٌ  "(128) . وعن الكبائر التي يستحق عليها العبد عذاباً في الدنيا يدور هذا المقال ، وسنركز على العذاب الواقع في الدنيا لأهميته لإصلاح حياتنا . ويقول الله تعالى عن عذاب الدنيا والآخرة : " لَّهُمْ عَذَابٌ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا ۖ وَلَعَذَابُ الْآخِرَةِ أَشَقُّ ۖ وَمَا لَهُم مِّنَ اللَّهِ مِن وَاقٍ " (الرعد 34) . أول الكبائر التي يستحق عليها العبد ، عذاباً في الدنيا في هذا المقال ، هي أكل أموال اليتامى ظلماً ، في قوله تعالى : " إِنَّ الَّذِينَ يَأْكُلُونَ أَمْوَالَ الْيَتَامَى ظ