المشاركات

عرض الرسائل ذات التصنيف الدعوة

حدود الدعوة في القرآن

صورة
     ذكرنا من قبل في مقالات سابقة أن الدعوة تكون إلى الهدى أو إلى سبيل الله وليس إلى الإيمان العقائدي وإستعرضنا الفرق بين الهدى والإيمان .    إلا أن للدعوة حدود ، فهناك حالات لا تجدي الدعوة فيها ، نستعرضها في هذا المقال . أول الحالات التي لا تجدي معها الدعوة تتمثل في قوله تعالى " إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا سَوَاءٌ عَلَيْهِمْ أَأَنذَرْتَهُمْ أَمْ لَمْ تُنذِرْهُمْ لَا يُؤْمِنُونَ " (البقرة 6) ، ونوضح أنه لو كان الكفر في الآية هو ضد الإيمان العقائدي لبطلت الدعوة إلى الإسلام في حياتنا والإسلام هو أحد مراتب الإيمان كما بينا في مقال سابق عن معاني الإسلام في القرآن . ولكن الكفر في الآية 6 من سورة البقرة هو " ضد التقوى " أو بمعنى الإجرام لأن سياق الآيات يبدأ بقوله تعالى "هُدًى لِّلْمُتَّقِينَ " (البقرة 2) ثم تصف الآيات بعض صفات المتقين ثم تنقل إلى وصف الكافرين أو المجرمين وقد بينا في مقال سابق معاني الكفر في القرآن ومنها الإجرام ، أو ما يعرف بضد التقوى في قوله تعالى "  تِلْكَ عُقْبَى الَّذِينَ اتَّقَوْا وَعُقْبَى الْكَافِرِينَ النَّارُ " ( الرع

دعوة المشرك عند الله

صورة
   يقول الله تعالى "  قُلْ أَرَأَيْتَكُمْ إِنْ أَتَاكُمْ عَذَابُ اللَّهِ أَوْ أَتَتْكُمُ السَّاعَةُ أَغَيْرَ اللَّهِ تَدْعُونَ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ * بَلْ إِيَّاهُ تَدْعُونَ فَيَكْشِفُ مَا تَدْعُونَ إِلَيْهِ إِنْ شَاءَ وَتَنْسَوْنَ مَا تُشْرِكُونَ " (الأنعام 40 .. 41) في الآيات السابقة من سورة الأنعام يخبرنا الله عز وجل أن بعض المشركين إن آتاهم عذاب من الله في الدنيا كغضب من الله أو لعنة منه أو أتتهم الساعة بغتةً ، فإنهم في هذه اللحظات ، ينسون ما يشركون ، ويدعون الله فقط . وهنا يأتي السؤال : هل يقبل الله دعوة المشرك ؟! تتضح الإجابة علي السؤال السابق في قول الله تعالى " وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ " ( البقرة 186 ) .  وهنا يجب أن نوضح أن لفظ عباد يشمل الموحد بالله و المشرك بالله ، فالموحد هو عبد لله ، و المشرك هو عبد لله . ويتضح ذلك أكثر في قوله تعالى " فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي " فلو أن الإيمان