المشاركات

عرض المشاركات من 2022

الزواج من منظور الشرع والدستور المصري

صورة
     شرع الله الزواج وجعله آية من آياته ، فيقول تعالى " وَمِنْ ءَايَٰتِهِۦٓ أَنْ خَلَقَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَٰجًا " ( الروم 21 ) .   وجعل الله للزواج شروطاً منها رضا الزوجين ، وخلو الزوجين من موانع النكاح المذكورة في القرآن من نسب أو رضاع أو مصاهرة ، في قوله تعالى " حُرِّمَتْ عَلَيْكُمْ أُمَّهَاتُكُمْ وَبَنَاتُكُمْ وَأَخَوَاتُكُمْ وَعَمَّاتُكُمْ وَخَالَاتُكُمْ وَبَنَاتُ الْأَخِ وَبَنَاتُ الْأُخْتِ وَأُمَّهَاتُكُمُ اللَّاتِي أَرْضَعْنَكُمْ وَأَخَوَاتُكُم مِّنَ الرَّضَاعَةِ وَأُمَّهَاتُ نِسَائِكُمْ وَرَبَائِبُكُمُ اللَّاتِي فِي حُجُورِكُم مِّن نِّسَائِكُمُ اللَّاتِي دَخَلْتُم بِهِنَّ فَإِن لَّمْ تَكُونُوا دَخَلْتُم بِهِنَّ فَلَا جُنَاحَ عَلَيْكُمْ وَحَلَائِلُ أَبْنَائِكُمُ الَّذِينَ مِنْ أَصْلَابِكُمْ وَأَن تَجْمَعُوا بَيْنَ الْأُخْتَيْنِ إِلَّا مَا قَدْ سَلَفَ ۗ إِنَّ اللَّهَ كَانَ غَفُورًا رَّحِيمًا "( النساء 23)  .   ومن شروط الزواج إذن أهل بيت المرأة ، لقوله تعالى "فَانكِحُوهُنَّ بِإِذْنِ أَهْلِهِنَّ " ( النساء 25 ) .  وأهل بيت المرأة يشمل كل م

عقوبة آكل مال اليتيم ظلماً في القرآن

صورة
       ذكرنا من قبل ، أننا لا نحتاج إلى أن نضع في أنظمة وقوانين الدول أي عقوبة على الكبائر ، وخاصة الكبائر التي وضع لها الله عز وجل عقوبة في الدنيا .   وهنا في هذا المقال ، نُسلط الضوء على  عقوبة آكل مال اليتيم ظلماً في القرآن ، فيقول تعالى " إِنَّ الَّذِينَ يَأْكُلُونَ أَمْوَالَ الْيَتَامَىٰ ظُلْمًا إِنَّمَا يَأْكُلُونَ فِي بُطُونِهِمْ نَارًا ۖ وَسَيَصْلَوْنَ سَعِيرًا " (النساء 10) .   فقد وضع الله عقوبة لآكل مال اليتيم ظلماً في القرآن ، في الدنيا  أنه يأكل في بطنه ناراً ، وفى الآخرة أنه سيصلى سعيراً .   لذا فقد حمى الله أموال اليتامي في الدنيا ، وقد ذكرنا سابقاً أن لأموال اليتامى أحكام في أنظمة وقوانين  الدول ، لقوله تعالى " وَابْتَلُوا الْيَتَامَى حَتَّى إِذَا بَلَغُوا النِّكَاحَ فَإِنْ آَنَسْتُمْ مِنْهُمْ رُشْدًا فَادْفَعُوا إِلَيْهِمْ أَمْوَالَهُمْ وَلَا تَأْكُلُوهَا إِسْرَافًا وَبِدَارًا أَنْ يَكْبَرُوا وَمَنْ كَانَ غَنِيًّا فَلْيَسْتَعْفِفْ وَمَنْ كَانَ فَقِيرًا فَلْيَأْكُلْ بِالْمَعْرُوفِ فَإِذَا دَفَعْتُمْ إِلَيْهِمْ أَمْوَالَهُمْ فَأَشْهِدُوا عَلَيْهِمْ وَكَفَى

الفرق بين الحمد والشكر في القرآن

صورة
    الشكر هو الثناء على الله على نعمة ، تبتغي المزيد منها ، فيقول تعالى " وَإِذْ تَأَذَّنَ رَبُّكُمْ لَئِنْ شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْ وَلَئِنْ كَفَرْتُمْ إِنَّ عَذَابِي لَشَدِيدٌ " (إبراهيم 7) .   والشكر أعم من الحمد ، والحمد هو الثناء على الله على نعمة ، لا تبتغي المزيد منها .   فنحن نؤمن بآيات الكتاب ولا نبتغي المزيد من الآيات بعد نزولها ، فيقول تعالى " الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَنْزَلَ عَلَى عَبْدِهِ الْكِتَابَ وَلَمْ يَجْعَلْ لَهُ عِوَجًا " (الكهف 1) . وهنا ذُكر الحمد ولم يُذكر الشكر .   كذلك نحن نحمد الله على خلق السماوات والأرض ولا نبتغي المزيد من هذة النعمة ، فيقول تعالى " الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَجَعَلَ الظُّلُمَاتِ وَالنُّورَ ثُمَّ الَّذِينَ كَفَرُوا بِرَبِّهِمْ يَعْدِلُونَ " (الأنعام 1)  . وهنا أيضاً ذُكر الحمد ولم يُكر الشكر .   والإنسان يشكر ربه على نعمة الطيبات من الرزق ، وفي ذات الوقت يبتغي المزيد من هذة النعمة ، في قوله تعالى " وَرَزَقَكُمْ مِنَ الطَّيِّبَاتِ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ " (الأنفال

معاني الصلاة في القرآن

صورة
      كنا قد كتبنا مقالاُ عن معنى الصلاة على النبي وفضلها ، وفيه أوضحنا أن ضد الصلاة على النبي " إيذاء النبي " ، في قوله تعالى " إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ ۚ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا * إِنَّ الَّذِينَ يُؤْذُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ لَعَنَهُمُ اللَّهُ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَأَعَدَّ لَهُمْ عَذَابًا مُّهِينًا " (الأحزاب 56 - 57) .   وهنا في هذا المقال نوضح المعاني المتعددة لمصطلح الصلاة بإستخدام ضده . فضد الصلاة " الكفر " ، في قوله تعالى " وَإِذَا ضَرَبْتُمْ فِي الْأَرْضِ فَلَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ أَنْ تَقْصُرُوا مِنَ الصَّلَاةِ إِنْ خِفْتُمْ أَنْ يَفْتِنَكُمُ الَّذِينَ كَفَرُوا إِنَّ الْكَافِرِينَ كَانُوا لَكُمْ عَدُوًّا مُبِينًا " ( النساء   101 ) . وضد الصلاة " الشرك " ، في قوله تعالى " فَإِذَا انْسَلَخَ الْأَشْهُرُ الْحُرُمُ فَاقْتُلُوا الْمُشْرِكِينَ حَيْثُ وَجَدْتُمُوهُمْ وَخُذُوهُمْ وَاحْصُرُوهُمْ وَاقْعُدُوا لَهُمْ كُلَّ مَرْصَدٍ فَإِنْ

حدود طاعة الزوجة لزوجها

صورة
    تقوم العلاقة الزوجية الناجحة على المودة والرحمة ، فيقول تعالى " وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِّتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُم مَّوَدَّةً وَرَحْمَةً ۚ إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ " ( الروم 21 ) . وتقتضي هذة المودة والرحمة ، طاعة الزوجة لزوجها ، فيقول صلى الله عليه وسلم " لو كنْتُ آمِرًا أحدًا أنْ يَسْجُدَ لِأَحَدٍ ، لَأَمَرْتُ المرأةَ أنْ تَسْجُدَ لِزَوْجِها " [ سنن الترمذي ] . وعن عبد الرحمن إبن عوف أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال "  إذا صلَّتِ المرأةُ خَمسَها ، وصامَت شَهْرَها ، وحفِظَت فرجَها ، وأطاعَت زوجَها قيلَ لَها : ادخلي الجنَّةَ من أيِّ أبوابِ الجنَّةِ شئتِ " لذا فلا طاعة للزوج على زوجها في عدم أداء الصلوات الخمس وكذلك عدم صيام شهر رمضان .   كذلك لا طاعة للزوج على زوجها في  إرتكاب الكبائر وخاصة التي تؤدي بصاحبها إلى نار جهنم ، كأكل مال اليتيم ، والرشوة ، وقتل النفس التي حرم الله إلا بالحق ، وغيرها من الكبائر التي تؤدي بصاحبها إلى نار جهنم ، وذلك لقوله تعالى " أُو

عقوق الوالدين في القرآن

صورة
   لقد حثنا الله عز وجل على الإحسان إلى الوالدين ، فيقول تعالى " وَقَضَى رَبُّكَ أَلاَّ تَعْبُدُواْ إِلاَّ إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَاناً " ( الإسراء 23 )  . كما حثنا الله عز وجل على صلة الرحم ، وجعل قطع الرحم من الكبائر التي تستوجب اللعنة ، في قوله تعالى " وَالَّذِينَ يَنقُضُونَ عَهْدَ اللَّهِ مِن بَعْدِ مِيثَاقِهِ وَيَقْطَعُونَ مَا أَمَرَ اللَّهُ بِهِ أَن يُوصَلَ وَيُفْسِدُونَ فِي الْأَرْضِ ۙ أُولَٰئِكَ لَهُمُ اللَّعْنَةُ وَلَهُمْ سُوءُ الدَّارِ " ( الرعد 25 ) .   لذا فعقوق الوالدين من الكبائر ، فهما أصل الرحم ، ولا حاجة لدينا لنص في القرآن على عقوبة العاق لوالديه . وعقوق الوالدين من أكبر الكبائر في الحديث النبوى ، فيروى عن الرسول صلى الله عليه وسلم أنه قال "  أَلا أُنَبِّئُكُمْ بأَكْبَرِ الكَبائِرِ قُلْنا: بَلَى يا رَسولَ اللَّهِ، قالَ: الإشْراكُ باللَّهِ، وعُقُوقُ الوالِدَيْنِ، وكانَ مُتَّكِئًا فَجَلَسَ فقالَ: ألا وقَوْلُ الزُّورِ، وشَهادَةُ الزُّورِ، ألا وقَوْلُ الزُّورِ، وشَهادَةُ الزُّورِ فَما زالَ يقولُها، حتَّى قُلتُ: لا يَسْكُتُ "  وليس م

مدة الحمل في القرآن

صورة
   ذكرنا من قبل أن الحد الأدنى لمدة الحمل في القرآن ، هو ستة أشهر كما نسب لعلي بن أبي طالب رضى الله عنه ، وذلك لقوله تعالى " وَحَمْلُهُ وَفِصَالُهُ ثَلَاثُونَ شَهْرًا " ( الأحقاف 15 ) ، ولقوله تعالى "وَالْوَالِدَاتُ يُرْضِعْنَ أَوْلادَهُنَّ حَوْلَيْنِ كَامِلَيْنِ لِمَنْ أَرَادَ أَنْ يُتِمَّ الرَّضَاعَةَ " ( البقرة 233 ) .   ومن ذات الآيات يمكن إستنتاج أن الحد الأقصى لمدة الحمل هو ثلاثون شهراً ، وليس أكثر من ذلك .   ولا عبرة للآراء الغريبة التي جعلت أقصى مدة للحمل ما بين ثلاث وسبع سنوات [1]. ندعو الله أن يهدينا وإياكم سواء السبيل . هذا وبالله التوفيق . محمد عبد الرحيم الغزالي المصادر 1-    https://islamqa.info/ar/answers/140103/         مدة الحمل في القرآن      

عن أحكام جمع وقصر الصلوات

صورة
      لقد ذُكر قصر الصلاة في القرآن ، فيقول تعالى " وَإِذَا ضَرَبْتُمْ فِي الْأَرْضِ فَلَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ أَن تَقْصُرُوا مِنَ الصَّلَاةِ إِنْ خِفْتُمْ أَن يَفْتِنَكُمُ الَّذِينَ كَفَرُوا ۚ إِنَّ الْكَافِرِينَ كَانُوا لَكُمْ عَدُوًّا مُّبِينًا " ( النساء 101 ) .   وصفة قصر الصلاة هو أن تصلي الصلاة الرباعية ركعتين كالظهر والعصر والعشاء ، وقد دل على جواز القصر في الصلاة للمسافر ما رواه أبو جُحيفة -رضي الله عنه-، حيث قال: «خَرَجَ رَسولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ بالهَاجِرَةِ، فَصَلَّى بالبَطْحَاءِ الظُّهْرَ والعَصْرَ رَكْعَتَيْنِ، ونَصَبَ بيْنَ يَدَيْهِ عَنَزَةً وتَوَضَّأَ، فَجَعَلَ النَّاسُ يَتَمَسَّحُونَ بوَضُوئِهِ» [1] .   وذُكر جمع الصلوات في الحديث النبوي ، لحديث ابن عباس في الصحيحين " وصلى رسول الله صلى الله ‏عليه وسلم بالمدينة الظهر والعصر جميعاً، والمغرب والعشاء جميعاً" وزاد مسلم في رواية " من غير خوف ‏ولا سفر" وفي رواية " من غير خوف ولا مطر" . لذا لا علاقة بين حكمي جمع الصلوات وقصرها ، والخلط جاء بسبب إجتماع رخصة الجمع والقصر

معاني الشكر في القرآن

صورة
    وكما يقول الشاعر " بضدها تتبين الأشياء " ، نتابع في هذا المقال ما بدأناه في هذة المدونة عن معاني بعض المصطلحات في القرآن . وفي هذا المقال نوضح بعض معاني مصطلح الشكر . فضد الشكر في القرآن " الكفر " ، في قوله تعالى " قَالَ الَّذِي عِنْدَهُ عِلْمٌ مِنَ الْكِتَابِ أَنَا آَتِيكَ بِهِ قَبْلَ أَنْ يَرْتَدَّ إِلَيْكَ طَرْفُكَ فَلَمَّا رَآَهُ مُسْتَقِرًّا عِنْدَهُ قَالَ هَذَا مِنْ فَضْلِ رَبِّي لِيَبْلُوَنِي أَأَشْكُرُ أَمْ أَكْفُرُ وَمَنْ شَكَرَ فَإِنَّمَا يَشْكُرُ لِنَفْسِهِ وَمَنْ كَفَرَ فَإِنَّ رَبِّي غَنِيٌّ كَرِيمٌ  " ( النمل  40 ) ، وقد وضحنا من قبل أن الكفر هنا ليس كفر عقيدة . وضد الشكر في القرآن " الشرك " ، في قوله تعالى " هُوَ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَجَعَلَ مِنْهَا زَوْجَهَا لِيَسْكُنَ إِلَيْهَا فَلَمَّا تَغَشَّاهَا حَمَلَتْ حَمْلًا خَفِيفًا فَمَرَّتْ بِهِ فَلَمَّا أَثْقَلَتْ دَعَوَا اللَّهَ رَبَّهُمَا لَئِنْ آَتَيْتَنَا صَالِحًا لَنَكُونَنَّ مِنَ الشَّاكِرِينَ * فَلَمَّا آَتَاهُمَا صَالِحًا جَعَلَا لَهُ شُرَكَاءَ فِي

من أحكام المساجد في القرآن

صورة
     المساجد هي المواضع والأبنية المخصصة للصلاة والسجود ، فيقول الله تعالى  " وَأَنَّ الْمَسَاجِدَ لِلَّهِ فَلَا تَدْعُوا مَعَ اللَّهِ أَحَدًا  " ( الجن 18 ) .    وروي عن سعيد بن جبير أيضا : أن المراد بالمساجد الأعضاء التي يسجد عليها الإنسان وهي سبعة : الجبهة واليدان والركبتان والقدمان ؟ يقول : هذه الأعضاء التي يقع عليها السجود مخلوقة لله فلا تسجدوا عليها لغيره [1] .والمراد هنا أن لا نشرك بالله أحداً في السجود والصلاة .    وهي أيضاً الأماكن المخصصة لذكر الله ، فيقول تعالى " وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنْ مَنَعَ مَسَاجِدَ اللَّهِ أَنْ يُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ وَسَعَى فِي خَرَابِهَا أُولَئِكَ مَا كَانَ لَهُمْ أَنْ يَدْخُلُوهَا إِلَّا خَائِفِينَ لَهُمْ فِي الدُّنْيَا خِزْيٌ وَلَهُمْ فِي الْآَخِرَةِ عَذَابٌ عَظِيمٌ  " ( البقرة 114 ) .    لذا فتخريب المساجد كبيرة من الكبائر ، ولا يجوز لولي الأمر إزالة أي مسجد إلا لضرورة ولمصلحة عامة ، مع تخصيص أرض أخرى في مكان بديل لبناء مسجد آخر والله أعلم . ومن أحكام المساجد في القرآن ، وصف من يعمرها بالإيمان ، في قوله تعالى " إِنَّمَا

معاني المعرفة في القرآن

صورة
       نواصل في هذا المقال ، حديثنا عن معاني بعض المصطلحات في القرآن ، باستخدام ضد المصطلح ، وذلك كما يقول الشاعر " بضدها تتبين الأشياء " ، وهنا نتحدث عن معاني مصطلح المعرفة ، في القرآن .   فضد المعرفة " الكفر " ، كما في قوله تعالى " فَلَمَّا جَاءَهُمْ مَا عَرَفُوا كَفَرُوا بِهِ " ( البقرة 89 ) . وكما أوضحنا في مقال سابق .   وضد المعرفة " الكتمان " ، كما في قوله تعالى " الَّذِينَ آَتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ يَعْرِفُونَهُ كَمَا يَعْرِفُونَ أَبْنَاءَهُمْ وَإِنَّ فَرِيقًا مِنْهُمْ لَيَكْتُمُونَ الْحَقَّ وَهُمْ يَعْلَمُونَ " ( البقرة  146 )  .    وضد المعرفة " الجهل " ، كما في قوله تعالى "  لِلْفُقَرَاءِ الَّذِينَ أُحْصِرُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ لَا يَسْتَطِيعُونَ ضَرْبًا فِي الْأَرْضِ يَحْسَبُهُمُ الْجَاهِلُ أَغْنِيَاءَ مِنَ التَّعَفُّفِ تَعْرِفُهُمْ بِسِيمَاهُمْ لَا يَسْأَلُونَ النَّاسَ إِلْحَافًا وَمَا تُنْفِقُوا مِنْ خَيْرٍ فَإِنَّ اللَّهَ بِهِ عَلِيمٌ " ( البقرة  273 ) .    وضد المعرفة " الإنكار " ،  كما في قو

مدى جواز الإجهاض المتعمد في القرآن

صورة
      في مقال سابق ذكرنا أن إنجاب الأطفال أحد أسباب الرزق في القرآن  ،  ويتضح ذلك في الآيات :      . " قُلْ تَعَالَوْا أَتْلُ مَا حَرَّمَ رَبُّكُمْ عَلَيْكُمْ ۖ أَلَّا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا ۖ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا ۖ وَلَا تَقْتُلُوا أَوْلَادَكُم مِّنْ إِمْلَاقٍ ۖ نَّحْنُ نَرْزُقُكُمْ وَإِيَّاهُمْ " ( الأنعام 151 ) .   . " وَلَا تَقْتُلُوا أَوْلَادَكُمْ خَشْيَةَ إِمْلَاقٍ نَحْنُ نَرْزُقُهُمْ وَإِيَّاكُمْ إِنَّ قَتْلَهُمْ كَانَ خِطْئًا كَبِيرًا " ( الإسراء 31 ) .   .   " قَدْ خَسِرَ الَّذِينَ قَتَلُوا أَوْلَادَهُمْ سَفَهًا بِغَيْرِ عِلْمٍ وَحَرَّمُوا مَا رَزَقَهُمُ اللَّهُ افْتِرَاءً عَلَى اللَّهِ قَدْ ضَلُّوا وَمَا كَانُوا مُهْتَدِينَ " (الأنعام 140) .   لذا فالإجهاض المتعمد حرام بنص القرآن سواء كان ذلك قبل نفخ الروح أو بعد نفخ الروح ، والحرمة أشد في حالة نفخ الروح في الجنين ، تصل إلى حد جريمة القتل العمد . وعلامة نفخ الروح في الجنين ، هو إكتمال حاستي السمع والبصر بالجنين ، في قوله تعالى " إِنَّا خَلَقْنَا الْإِنسَانَ مِن نُّطْفَة

الصبر والمغفرة في القرآن

صورة
    مازال البعض منا نحن المسلمين أتباع خاتم الأنبياء ، يُحرم على نفسه الدعاء لأهل الكتاب والمشركين بالرحمة والمغفرة ، وقد بينا مدى جواز ذلك في مقال سابق ، و يستبدل البعض الدعاء بالصبر بدلاً من الدعاء بالرحمة والمغفرة  . فبتاريخ 14 أغسطس 2022 ، تقدم الدكتور شوقي علام ، مفتي الجمهورية بواجب العزاء لأسر ضحايا حريق كنيسية أبوسيفين ،  سائلًا المولى عزَّ وجلَّ أن يمنَّ على المصابين بالشفاء العاجل، وأن يُلهم أُسَر الضحايا وذويهم الصبر والسلوان [1]. ولم يُذكر الدعاء بالرحمة والمغفرة في البيان . ولا نعلم إذا كان قد خفى على فضيلة المفتي أن الله قد وعد الصابرين الذين يعملون الصالحات بالمغفرة والأجر الكبير ، في قوله تعالى "   إِلَّا الَّذِينَ صَبَرُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ أُولَٰئِكَ لَهُم مَّغْفِرَةٌ وَأَجْرٌ كَبِيرٌ " (هود 11 ) . وفي الآيه السابقة الحديث عن بنى الإنسان جميعاً دون تمييز لأن الآية مسبوقة بقوله تعالى " وَلَئِنْ أَذَقْنَا الْإِنْسَانَ مِنَّا رَحْمَةً ثُمَّ نَزَعْنَاهَا مِنْهُ إِنَّهُ لَيَئُوسٌ كَفُورٌ * وَلَئِنْ أَذَقْنَاهُ نَعْمَاءَ بَعْدَ ضَرَّاءَ مَسَّتْهُ لَيَق

موانع الفلاح في القرآن

صورة
    كنا قد كتبنا مقالين عن معاني وسُبل الفلاح في القرآن ، وهنا نختتم سلسلة هذة المقالات عن الفلاح بمقال عن موانع الفلاح في القرآن . فمن موانع الفلاح " الظلم " في الآيات :        . " قُلْ يَا قَوْمِ اعْمَلُوا عَلَى مَكَانَتِكُمْ إِنِّي عَامِلٌ فَسَوْفَ تَعْلَمُونَ مَنْ تَكُونُ لَهُ عَاقِبَةُ الدَّارِ إِنَّهُ لَا يُفْلِحُ الظَّالِمُونَ " (  الأنعام  135 ) .       . " وَقَالَ مُوسَى رَبِّي أَعْلَمُ بِمَنْ جَاءَ بِالْهُدَى مِنْ عِنْدِهِ وَمَنْ تَكُونُ لَهُ عَاقِبَةُ الدَّارِ إِنَّهُ لَا يُفْلِحُ الظَّالِمُونَ " ( القصص  37 ) .       . " وَرَاوَدَتْهُ الَّتِي هُوَ فِي بَيْتِهَا عَنْ نَفْسِهِ وَغَلَّقَتِ الْأَبْوَابَ وَقَالَتْ هَيْتَ لَكَ قَالَ مَعَاذَ اللَّهِ إِنَّهُ رَبِّي أَحْسَنَ مَثْوَايَ إِنَّهُ لَا يُفْلِحُ الظَّالِمُونَ " ( يوسف 23 ) .   كذلك من موانع الفلاح " الإجرام " ، في قوله تعالى "  فَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرَى عَلَى اللَّهِ كَذِبًا أَوْ كَذَّبَ بِآَيَاتِهِ إِنَّهُ لَا يُفْلِحُ الْمُجْرِمُونَ " ( يونس 17 )

سُبل الفلاح في القرآن

صورة
      نواصل في هذا المقال حديثنا عن الفلاح في القرآن ، ونتحدث هنا عن سُبل الفلاح في القرآن ، وقد أوضحنا من قبل أن السبيل هو مجموعة الأوامر التي يتبعها الإنسان لبلوغ غاية معينة .   فمن سُبل الفلاح ، تقوى الله ، في قوله تعالى " فَاتَّقُوا اللَّهَ يَا أُولِي الْأَلْبَابِ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ " (  المائدة  100  ) . ومن سُبل الفلاح ، اجتناب الخمر والميسر والأنصاب والأزلام ، في قوله تعالى " يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا إِنَّمَا الْخَمْرُ وَالْمَيْسِرُ وَالْأَنْصَابُ وَالْأَزْلَامُ رِجْسٌ مِنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ فَاجْتَنِبُوهُ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ " ( المائدة  90 ) .   ومن سُبل الفلاح ، إتيان البيوت من أبوابها ، في قوله تعالى " يَسْأَلُونَكَ عَنِ الْأَهِلَّةِ قُلْ هِيَ مَوَاقِيتُ لِلنَّاسِ وَالْحَجِّ وَلَيْسَ الْبِرُّ بِأَنْ تَأْتُوا الْبُيُوتَ مِنْ ظُهُورِهَا وَلَكِنَّ الْبِرَّ مَنِ اتَّقَى وَأْتُوا الْبُيُوتَ مِنْ أَبْوَابِهَا وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ " ( البقرة 189 ) . ومن سُبل الفلاح ، الدعوة إلى الخير والأمر بالمعروف والنهي ع

معاني الفلاح في القرآن

صورة
     نواصل في هذا المقال ، ما بدأناه ، عن معاني بعض المصطلحات في القرآن ، بإستخدام ضد المصطلح ، وكما يقول الشاعر " بضدها تتبين الأشياء " . وفي هذا المقال نوضح بعض معاني مصطلح الفلاح في القرآن .  وقد أوضحنا في مقالات سابقة أن الفلاح في الدنيا والآخرة هو غاية لأي إنسان ، كما أوضحنا الفرق بين الغاية والسبيل .   وإلى معاني الفلاح في القرآن . فضد الفلاح في القرآن " الخيبة " ، في قوله تعالى " قَدْ أَفْلَحَ مَنْ زَكَّاهَا * وَقَدْ خَابَ مَنْ دَسَّاهَا " ( الشمس 9 –  10 ) .    كما أن ضد الفلاح في القرآن " الخسران " ، في قوله تعالى " فَمَنْ ثَقُلَتْ مَوَازِينُهُ فَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ * وَمَنْ خَفَّتْ مَوَازِينُهُ فَأُولَئِكَ الَّذِينَ خَسِرُوا أَنْفُسَهُمْ فِي جَهَنَّمَ خَالِدُونَ " ( المؤمنون   102 – 103 ) . كما أن ضد الفلاح في القرآن " العدوان " ، في قوله تعالى " قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ * الَّذِينَ هُمْ فِي صَلَاتِهِمْ خَاشِعُونَ * وَالَّذِينَ هُمْ عَنِ اللَّغْوِ مُعْرِضُونَ * وَالَّذِينَ هُمْ لِلزَّكَاةِ فَاعِ

الخمر ما بين غاية الفلاح وإرتكاب الكبائر

صورة
    كنا قد كتبنا مقالاً سابقاً عن الغايات والسبل في القرآن الكريم ، ووضحنا الفرق بين الغاية والسبيل والعقيدة .   ومن الغايات في القرآن الفلاح في الدنيا والأخرة ، في قوله تعالى في أكثر من موضع " لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ " ، ومن بين هذة المواضع    . " وَأْتُوا الْبُيُوتَ مِنْ أَبْوَابِهَا وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ " ( البقرة 189) .    . "  يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لَا تَأْكُلُوا الرِّبَا أَضْعَافًا مُضَاعَفَةً وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ " (آل عمران 130)  .    .  " يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا إِنَّمَا الْخَمْرُ وَالْمَيْسِرُ وَالْأَنْصَابُ وَالْأَزْلَامُ رِجْسٌ مِنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ فَاجْتَنِبُوهُ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ " (المائدة 90) .   وكما وضحنا من قبل ، فإن تعدد السُبل لغاية واحدة ، هو دليل على أن السبيل ليس شرطاً لبلوغ الغاية .    لذا فإجتناب الخمر ليس شرطاً لبلوغ غاية الفلاح . ونقول هنا أن شُرب الخمر إثم ، ولكنه ليس بكبيرة من الكبائر . ولا يوجد في القرآن عذاب مخصص لشارب الخمر . وأما تسمية الخمر

الغايات والسُبل في القرآن

صورة
     كنا قد كتبنا مقالاً عن العقيدة والسياسة وتوصلنا لنتيجة أن هناك فارق شاسع بين كل من العقيدة وكل من الغاية والسبيل . وأن الخلط بينهم هو سبب من أسباب الفتن في هذا العالم .   فالعقيدة هي ما يؤمن به الإنسان ويصدقه من أخبار وحقائق في هذا الكون ، والعقيدة مقرها القلب .   أما عن العلاقة بين الغاية والسبيل ، فالسبيل هو مجموعة الأوامر التي يتبعها الإنسان لبلوغ غاية معينة .   وفي القرآن الكريم تعددت الغايات والسبل نحاول أن نوجزها في هذا المقال .   فعبادة الله هي سبيل الإنسان لبلوغ مرتبة التقوى ، في قوله تعالى " يَا أَيُّهَا النَّاسُ اعْبُدُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ وَالَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ " (البقرة 21 )   . وتقوى الله هي سبيل الإنسان للفلاح في الدنيا والآخرة  ، في قوله تعالى "  وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ " (البقرة 189)  . وقد وضحنا في مقال سابق أن للتقوى أكثر من معنى في القرآن . وبذكر الفلاح ، نوضح أنه تقرر في القرآن أن إجتناب الخمر والميسر والأنصاب والأزلام هو سبيل الإنسان للفلاح في الدنيا والآخرة ، في قوله تعالى " يَ

حقيقة كُفر أهل الكتاب في القرآن

صورة
      كنا قد كتبنا مقالاً عن مصير أهل الكتاب يوم القيامة ، وتوصلنا فيه إلى حقيقة بأن كون الإنسان من أهل الكتاب ليس سبباً لدخوله الجنة أو لدخوله النار . وأن لدخول الجنة أسباب منها التقوى و العمل الصالح ، ولدخول النار أسباب منها الإجرام والإفساد في الأرض ، وقد وضحنا ذلك في مقالات سابقة . وفي هذا المقال نتناول حقيقة وصف أهل الكتاب بالكُفر في القرآن ، فالبعض يُعمم وصف الكفر على جميع أهل الكتاب من نصارى ويهود . وقد قال تعالى عن أهل الكتاب " وَلَوْ آمَنَ أَهْلُ الْكِتَابِ لَكَانَ خَيْرًا لَّهُم ۚ مِّنْهُمُ الْمُؤْمِنُونَ وَأَكْثَرُهُمُ الْفَاسِقُونَ  " ( آل عمران 110 ) . وفي هذة الآية ضد الإيمان " الفسق " ، ولم يُعمم القرآن وصف الإيمان أو الفسق على أهل الكتاب . وفي هذا المقال سنتناول بعض الآيات التي وصفت فئة من أهل الكتاب بالكفر .    ونبدأ بقوله تعالى " إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ وَالْمُشْرِكِينَ فِي نَارِ جَهَنَّمَ خَالِدِينَ فِيهَا ۚ أُولَٰئِكَ هُمْ شَرُّ الْبَرِيَّةِ " ( البينة 6 ) . وفي هذة الآية لم يُعمم القرآن وصف الكفر على أهل الكتاب