المشاركات

عرض المشاركات من 2021

الإحسان في القرآن والحديث النبوي

صورة
      كنا قد كتبنا عدة مقالات سابقة عن بعض المصطلحات في القرآن ومنها الإيمان والتقوى والهدى ، عن معانيهم في القرآن ، والعلاقة بينهم . وفي هذا المقال نتحدث عن مصطلح الإحسان في القرآن والحديث النبوي .    ونبدأ من القرآن حيث يقول تعالى " إِنَّهُ مَنْ يَتَّقِ وَيَصْبِرْ فَإِنَّ اللَّهَ لَا يُضِيعُ أَجْرَ الْمُحْسِنِينَ  " ( يوسف 90 ) ، وهنا الإحسان هو الجمع بين صفات التقوى والصبر ، ويتضح ذلك أكثر في قوله تعالى " بَلَى مَنْ أَسْلَمَ وَجْهَهُ لِلَّهِ وَهُوَ مُحْسِنٌ فَلَهُ أَجْرُهُ عِنْدَ رَبِّهِ وَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ " (  البقرة 112 ) . وهنا الإحسان مرتبة بعد التقوى وقبل أن تسلم وجهك لله .  ومن الحديث النبوي نأتي بحديث «عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال: بينما نحن جلوس عند رسول الله ﷺ ، إذ طلع علينا رجل شديد بياض الثياب، شديد سواد الشعر، لا يرى عليه أثر السفر، ولا يعرفه منا أحد، حتى جلس إلى النبي صلى الله عليه وسلم فأسند ركبته إلى ركبتيه، ووضع كفيه على فخذيه، وقال: يا محمد أخبرني عن الإسلام، فقال له: الإسلام أن تشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا

حُكم مصافحة الرجال للنساء

صورة
       للمصافحة باليد فضل في الحديث النبوي فعن حذيفة بن اليمان -رضي الله عنه- عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: إن المؤمن إذا لقي المؤمن فسلم عليه، وأخذ بيده فصافحه؛ تناثرت خطاياهما، كما يتناثر ورق الشجر. قال الحافظ المنذري في الترغيب والترهيب: رَوَاهُ الطَّبَرَانِيّ فِي الْأَوْسَط، وَرُوَاته لَا أعلم فيهم مجروحًا. وقال الشيخ الألباني: صحيح لغيره.   وعن أنس -رضي الله عنه- عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ما من عبدين متحابين في الله، يستقبل أحدهما صاحبه فيصافحه، ويصليان على النبي صلى الله عليه وسلم، إلا لم يفترقا حتى تغفر ذنوبهما ما تقدم منها، وما تأخر. رواه أبو يعلى في مسنده، والبيهقي في شعب الإيمان، وضعفه الألباني. وفي ذلك لم يستثني النبي مصافح الرجال للنساء من فضل المصافحة ، أما عن  قوله صلى الله عليه وسلم " إني لا أصافحُ النساءَ " فليس في الحديث أي تكليف لأتباع النبي بعدم مصافحة النساء وإنما في ذلك خاصية خاصة بالنبي فقط دون باقي المؤمنين .   أما ما رواه الطبراني وغيره عن معقل بن يسار ـ رضي الله عنه ـ قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: لأن يطعن في رأس أحدكم بمخيط م

من خصائص أهل مكة من ذرية إسماعيل

صورة
     كنا قد كتبنا مقالاً بعنوان " من خصائص بيت الله " ، وتوصلنا لنتيجة أن الله قد وعد عباده المؤمنين ، بألا يدخل المسجد الحرام مشركاً بعد عام الفتح ، وأن المشرك إذا إقترب من بيت الله يدخل في دين الله .    كان ذلك من الآيات البينات في بيت الله ، مصداقاً لقوله تعالى " فِيهِ آيَاتٌ بَيِّنَاتٌ مَّقَامُ إِبْرَاهِيمَ " ( آل عمران 97 ) . ومقام إبراهيم هو مثال من ضمن الآيات البينات في بيت الله في الآية الكريمة .    ومن الآيات البينات في مكة ، هو أن أهل مكة من ذرية سيدنا إسماعيل يرزقون من كافة أنواع الثمرات على الأرض طوال العام ، في إستجابة لدعوة سيدنا إبراهيم في قوله تعالى " وَارْزُقْ أَهْلَهُ مِنَ الثَّمَرَاتِ " ( البقرة 126 ) ، ومصداقاً لقوله تعالى " يُجْبَىٰ إِلَيْهِ ثَمَرَاتُ كُلِّ شَيْءٍ " ( القصص 57 ) .   لذا فإن أهل مكة إذا طلب منهم أي  ثمرة على وجة الأرض طوال العام يستطيعون توفيرها . وهذة الخاصية فيهم ، كي يتمكنوا من ضيافة ضيوف الرحمن في بيت الله .   أما عن من سُئل  عن أي ثمرة ولم يستطع توفيرها ، فهو مجرد ضيف وليس من أهل مكة المسئولون عن بيت الله

استخدامات الماء الطهور وعلاماته

صورة
     أنزل الله الماء الطهور من السماء ، فيقول تعالى " وَأَنزَلْنَا مِنَ السَّمَاءِ مَاءً طَهُورًا " ( الفرقان 48) . كما أخرج الله الماء من باطن الأرض في قوله تعالى " وَإِنَّ مِنَ الْحِجَارَةِ لَمَا يَتَفَجَّرُ مِنْهُ الْأَنْهَارُ ۚ وَإِنَّ مِنْهَا لَمَا يَشَّقَّقُ فَيَخْرُجُ مِنْهُ الْمَاءُ " ( البقرة 74 ) .    كما يوجد الماء الطهور في البحار والمحيطات المالحة ، فعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي الْبَحْرِ: «هُوَ الطَّهُورُ مَاؤُهُ وَالْحِلُّ مَيْتَتُهُ» أَخْرَجَهُ الأَرْبَعَةُ وَابْنُ أَبِي شَيْبَةَ وَاللَّفْظُ لَهُ، وصححه َابْنُ خُزَيْمَةَ وَالتِّرْمِذِيُّ.  وللماء الطهور استخدامات و علامات ، فيستخدم الماء الطهور في الشرب ، في قوله تعالى "وَسَقَاهُمْ رَبُّهُمْ شَرَابًا طَهُورًا" (الإنسان 21) . كما يستخدم الماء الطهور في ري الحَب والخضروات والفاكهة والحشائش التي يأكلها كل من الإنسان والأنعام ، كما في قوله تعالى "فَلْيَنْظُرِ الْإِنْسَانُ إِلَى طَعَامِهِ * أَنَّا صَبَبْنَا ال

معاني الصدق في القرآن

صورة
     ومع عودة إلى معاني الكلمات في القرآن بإستخدام التضاد ، كما يقول الشاعر " بضدها تتبين الأشياء " ، وفي هذا المقال نتحدث عن معاني مصطلح الصدق في القرآن . فضد الصدق " الكذب " ، كما في قوله تعالى " حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَكَ الَّذِينَ صَدَقُوا وَتَعْلَمَ الْكَاذِبِينَ " ( التوبة 43 ).   وضد الصدق " الكفر " ، كما في قوله تعالى " لِيَسْأَلَ الصَّادِقِينَ عَنْ صِدْقِهِمْ وَأَعَدَّ لِلْكَافِرِينَ عَذَابًا أَلِيمًا " (الأحزاب 8).وقد وضحنا ذلك في مقال سابق عن معاني الكفر في القرآن .   وضد الصدق  " النفاق " ، كما في قوله تعالى " لِيَجْزِيَ اللَّهُ الصَّادِقِينَ بِصِدْقِهِمْ وَيُعَذِّبَ الْمُنَافِقِينَ إِنْ شَاءَ أَوْ يَتُوبَ عَلَيْهِمْ إِنَّ اللَّهَ كَانَ غَفُورًا رَحِيمًا " (الأحزاب 24) . وقد وضحنا ذلك في مقال عن معاني النفاق في القرآن . وضد الصدق " الضلال " ، كما في قوله تعالى " وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ أَنْفِقُوا مِمَّا رَزَقَكُمُ اللَّهُ قَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لِلَّذِينَ آَمَنُوا أَنُطْعِمُ مَنْ لَوْ يَشَ

مدى إمكانية التنبؤ بالزلازل

صورة
      وصف الله بداية أحداث يوم القيامة بالزلزال ، فيقول تعالى " إِذَا زُلْزِلَتِ الْأَرْضُ زِلْزَالَهَا * وَأَخْرَجَتِ الْأَرْضُ أَثْقَالَهَا * وَقَالَ الْإِنْسَانُ مَا لَهَا * يَوْمَئِذٍ تُحَدِّثُ أَخْبَارَهَا " (الزلزلة 1 - 4) .   والزلزال هو إهتزاز طبقات الأرض لثواني معدودة ، ومن أسباب الزلازل البراكين وتحرك طبقات الأرض [1].   ويحاول البعض التنبؤ بالزلازل ،إلا أنهم يفشلون دائماً . ونقول هنا أنه لو جاز للإنسان التنبؤ بالزلازل لتنبأ الإنسان بموعد يوم القيامة . ويقول الله عز وجل عن موعد يوم القيامة "  يَسْأَلُونَكَ عَنِ السَّاعَةِ أَيَّانَ مُرْسَاهَا * فِيمَ أَنتَ مِن ذِكْرَاهَا * إِلَىٰ رَبِّكَ مُنتَهَاهَا * إِنَّمَا أَنتَ مُنذِرُ مَن يَخْشَاهَا * كَأَنَّهُمْ يَوْمَ يَرَوْنَهَا لَمْ يَلْبَثُوا إِلَّا عَشِيَّةً أَوْ ضُحَاهَا " (النازعات 42 - 46) . ويقول تعالى أيضاً عن موعد يوم القيامة " يَسْأَلُونَكَ عَنِ السَّاعَةِ أَيَّانَ مُرْسَاهَا ۖ قُلْ إِنَّمَا عِلْمُهَا عِندَ رَبِّي ۖ لَا يُجَلِّيهَا لِوَقْتِهَا إِلَّا هُوَ ۚ ثَقُلَتْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ ۚ لَا

حقيقة العداوة في القرآن ، ومعانيها

صورة
      جعل الله العداوة بين بنى آدم منذ نزول آدم وزوجته إلى الأرض ، فيقول تعالى " قَالَ اهْبِطُوا بَعْضُكُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ ۖ وَلَكُمْ فِي الْأَرْضِ مُسْتَقَرٌّ وَمَتَاعٌ إِلَىٰ حِينٍ " (الأعراف 24) .   حتى أن إبن آدم  قابيل قتل آخيه هابيل ، بعد أن قدما قرباناً ، فتقبل من هابيل ولم يتقبل من قابيل ، فقتل قابيل هابيل ، في قوله تعالى " فَطَوَّعَتْ لَهُ نَفْسُهُ قَتْلَ أَخِيهِ فَقَتَلَهُ فَأَصْبَحَ مِنَ الْخَاسِرِينَ " (المائدة 30) .   كما أن أخوة يوسف تآمروا  على قتل يوسف بعد أن دخل الحسد في قلوبهم من أخيهم يوسف بعد رؤياه وهو صغير ، في قوله تعالى " قَالَ يَا بُنَيَّ لَا تَقْصُصْ رُؤْيَاكَ عَلَىٰ إِخْوَتِكَ فَيَكِيدُوا لَكَ كَيْدًا ۖ إِنَّ الشَّيْطَانَ لِلْإِنسَانِ عَدُوٌّ مُّبِينٌ " (يوسف 5) .   وبالرغم من أن الله جعل بين الزوج وزوجته المودة والرحمة ، في قوله تعالى "وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِّتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُم مَّوَدَّةً وَرَحْمَةً ۚ إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ " (

حدود الطاعة في القرآن

صورة
       كنا قد كتبنا مقالاً عن معاني الطاعة في القرآن ، وتوصلنا لنتيجة أن للطاعة أكثر من معنى حسب سياق الآيات في القرآن .وهنا في هذا المقال ، نوضح حدود الطاعة في القرآن . فالطاعة قد تكون مطلوبة كما في قوله تعالى " يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنكُمْ " ( النساء 59 ) . وقد تكون منبوذة كما في قوله تعالى " وَقَالُوا رَبَّنَا إِنَّا أَطَعْنَا سَادَتَنَا وَكُبَرَاءَنَا فَأَضَلُّونَا السَّبِيلَا " (الأحزاب 67) . ونقول إن خيطاً رفيعاً يفصل بين طاعة أولي الأمر وطاعة السادة والكبراء . وفي عصرنا الحديث ، نقول أن طاعة أولي الأمر تكون للأنظمة والقوانين المعمول بها . أما عن طاعة السادة والكبراء ، فنذكر هنا مثالاً من الواقع العملي ، ومثالنا هنا هو توجية بعض قادة الدول مواطنيهم بتحديد النسل . هذا الأمر الذي لا وجود له في الأنظمة والقوانين ، وقد تراجعت الدول التي حددت النسل عن القوانين المنظمة لذلك . ولكن ذلك ما هو إلا رغبات من هؤلاء الذين يضللوا مواطنيهم عن الطريق القويم . وهنا نذكر قوله تعالى " قَدْ خَسِرَ الَّذِين

معاني التوكل على الله في القرآن

صورة
     نتابع في هذا المقال ، ما بدأناه في هذة المدونة ، عن معاني بعض المصلحات في القرآن ، وفي هذا المقال نوضح معاني مصطلح  التوكل على الله في القرآن ، وذلك باستخدام ضد المصطلح كما تعودنا ، فيقول الشاعر " بضدها تتبين الأشياء " أول المعاني لدينا ، هو ضد " الفشل " في قوله تعالى " إِذْ هَمَّتْ طَائِفَتَانِ مِنْكُمْ أَنْ تَفْشَلَا وَاللَّهُ وَلِيُّهُمَا وَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ " ( آل عمران 122).   ثاني المعاني لدينا ، هو ضد " الشرك " في قوله تعالى  " إِنَّهُ لَيْسَ لَهُ سُلْطَانٌ عَلَى الَّذِينَ آَمَنُوا وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ * إِنَّمَا سُلْطَانُهُ عَلَى الَّذِينَ يَتَوَلَّوْنَهُ وَالَّذِينَ هُمْ بِهِ مُشْرِكُونَ " ( النحل  99 - 100 ) . وقد وضحنا ذلك في مقال سابق عن معاني الشرك في القرآن .   ثالث المعاني لدينا هو ضد " الضلال " كما في قوله تعالى " قُلْ هُوَ الرَّحْمَنُ آَمَنَّا بِهِ وَعَلَيْهِ تَوَكَّلْنَا فَسَتَعْلَمُونَ مَنْ هُوَ فِي ضَلَالٍ مُبِينٍ " ( الملك  29 ) . وقد وضحنا ذلك في مقال

مدى جواز نقل الأعضاء في القرآن

صورة
        أنزل الله عز وجل القرآن الكريم تبياناً لكل شئ ، مصداقاً لقوله تعالى " ... وَنَزَّلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ تِبْيَانًا لِكُلِّ شَيْءٍ ... " ( النحل 89 ) . وقد وضحنا في مقال سابق عن الموت في القرآن ، الدليل على الموت بالقرآن ، وهو غياب كل من حاستي السمع والبصر .    وما دام لدينا في القرآن دليلاً على الموت ، فيمكن تحديد ما هي الأعضاء التي يجوز نقلها بعد الموت إلى إنسان حي ، أو من إنسان حي إلى إنسان حي آخر .   ومن المعلوم أن جسد الإنسان يبلى بعد الموت ويتحول إلى تراباً وعظاماً كما في قوله تعالى " وَكَانُوا يَقُولُونَ أَئِذَا مِتْنَا وَكُنَّا تُرَابًا وَعِظَامًا أَإِنَّا لَمَبْعُوثُونَ " ( الواقعة 47)  . والعظام بعد الموت تتفكك ، وحتى وإن تحولت إلى الحالة الترابية تظل على هيئتها الكيمائية لأن العظام يوم القيامة تُجمع من جديد ومنها يبعث الإنسان ، لقوله تعالى " أَيَحْسَبُ الْإِنسَانُ أَلَّن نَّجْمَعَ عِظَامَهُ * بَلَىٰ قَادِرِينَ عَلَىٰ أَن نُّسَوِّيَ بَنَانَهُ " (القيامة 3-4).   لذا فمن العظام وبصمات الأصابع ، نحدد ماهية الإنسان التي لا تتكرر في إنسان آخ

معاني الطاعة في القرآن

صورة
      نتابع في هذا المقال ، ما بدأناه في هذة المدونة ، عن معاني بعض المصطلحات في القرآن بإستخدام ضد المصطلح ، كما يقول الشاعر " بضدها تتبين الأشياء "   في هذا المقال نوضح بعض معاني مصطلح " الطاعة " في القرآن ، وأول المعاني لدينا هو ضد " العصيان" ، كما في قوله تعالى " مِنَ الَّذِينَ هَادُوا يُحَرِّفُونَ الْكَلِمَ عَنْ مَوَاضِعِهِ وَيَقُولُونَ سَمِعْنَا وَعَصَيْنَا وَاسْمَعْ غَيْرَ مُسْمَعٍ وَرَاعِنَا لَيًّا بِأَلْسِنَتِهِمْ وَطَعْنًا فِي الدِّينِ وَلَوْ أَنَّهُمْ قَالُوا سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا وَاسْمَعْ وَانْظُرْنَا لَكَانَ خَيْرًا لَهُمْ وَأَقْوَمَ وَلَكِنْ لَعَنَهُمُ اللَّهُ بِكُفْرِهِمْ فَلَا يُؤْمِنُونَ إِلَّا قَلِيلًا " ( النساء 46 ).     ثاني المعاني لدينا ، هو ضد " التولي " ، كما في الآيات :    . " مَنْ يُطِعِ الرَّسُولَ فَقَدْ أَطَاعَ اللَّهَ وَمَنْ تَوَلَّى فَمَا أَرْسَلْنَاكَ عَلَيْهِمْ حَفِيظًا (النساء 80)  .     . " قُلْ أَطِيعُوا اللَّهَ وَالرَّسُولَ فَإِنْ تَوَلَّوْا فَإِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْكَافِرِينَ "

مدى جواز المعاملات البنكية في العصر الحديث

صورة
      في العصر الحديث حثت الدول مواطنيها على الإدخار وصدرت الدساتير المتعاقبة التي تحث على ذلك ، فعلى سبيل المثال نصت وثيقة دستور مصر 2014 في المادة 39 منه ، على أن " الادخار واجب وطني تحميه الدولة وتشجعه، وتضمن المدخرات، وفقاً لما ينظمه القانون " .   وفي تطبيق لهذة المادة الدستورية أنشأت الدولة الشخصيات الإعتبارية ، التي تنوب عنها ، ممثلة في البنوك ومنها البنك المركزي مُصدر العملة المحلية ، وذلك لتسقبل مدخرات الشخصيات الطبيعية من مواطنين وأجانب ، وكذلك الشخصيات الإعتبارية العامة والخاصة بها ، وذلك بالعملة المحلية أو العملة الصعبة .   وفي تطبيق لذات المادة الدستورية قررت الدولة ممثلة في البنك المركزي ، حوافز لتشجيع الشخصيات الطبيعية بها ، وكذلك الشخصيات الإعتبارية العامة والخاصة ، على الإدخار ، ويتمثل ذلك في العائد على الإدخار أو ما يسمى بالفائدة .   هذة الحوافز تضمنها الدولة و القوانين وتعمل بها المحاكم وكما هو معلوم في الفقة ، فإن حكم القاضي يرفع الخلاف ، وحكم القاضي ينفذ ظاهراً وباطناً . ومن المعلوم أن للأشخاص الإعتبارية العامة والخاصة أحكام تختلف عن أحكام الأشخاص الطبيعية

معاني الخشية في القرآن

صورة
         نتابع هنا في هذا المقال ، ما بدأناه معاً عن معاني بعض المصطلحات في القرآن ، وفي هذا المقال نحاول أن نستخرج بعض معاني مصطلح " الخشية " في القرآن ، وذلك من ضد المصطلح ، كما يقول الشاعر " بضدها تتبين الأشياء " . أول معنى لدينا ، هو ضد " الكفر" ، كما في قوله تعالى " فَلَا تَخْشَوُا النَّاسَ وَاخْشَوْنِ وَلَا تَشْتَرُوا بِآيَاتِي ثَمَنًا قَلِيلًا ۚ وَمَن لَّمْ يَحْكُم بِمَا أَنزَلَ اللَّهُ فَأُولَٰئِكَ هُمُ الْكَافِرُونَ " ( المائدة 44) . وقد وضحنا ذلك في مقالين سابقين عن معاني الكفر في القرآن وعن وصف من لم يحكم بما أنزل الله .     ثاني المعاني لدينا ، هو ضد " الندم " ، كما في قوله تعالى " فَتَرَى الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ يُسَارِعُونَ فِيهِمْ يَقُولُونَ نَخْشَى أَنْ تُصِيبَنَا دَائِرَةٌ فَعَسَى اللَّهُ أَنْ يَأْتِيَ بِالْفَتْحِ أَوْ أَمْرٍ مِنْ عِنْدِهِ فَيُصْبِحُوا عَلَى مَا أَسَرُّوا فِي أَنْفُسِهِمْ نَادِمِينَ " ( المائدة 52) .   ثالث المعاني لدينا  ، هو ضد " الاستغناء " ، كما في قوله تعالى "

معاني التصدق والصدقة في القرآن

صورة
          نتابع في هذا المقال ، ما بدأناه في هذة المدونة ، عن معاني بعض المصطلحات في القرآن بإستخدام ضد المصطلح ، كما يقول الشاعر " بضدها تتبين الأشياء "   في هذا المقال نوضح بعض معاني مصطلح " التصدق "  أو " الصدقة " في القرآن ، وأول المعاني لدينا هو ضد " الأذي " كما في قوله تعالى " قَوْلٌ مَعْرُوفٌ وَمَغْفِرَةٌ خَيْرٌ مِنْ صَدَقَةٍ يَتْبَعُهَا أَذًى وَاللَّهُ غَنِيٌّ حَلِيمٌ " ( البقرة 263).   ثاني المعاني لدينا هو ضد " المن " كما في قوله تعالى " يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لَا تُبْطِلُوا صَدَقَاتِكُمْ بِالْمَنِّ وَالْأَذَى " ( البقرة 264 ) .    ثالث المعاني لدينا هو ضد " الظلم " كما في قوله تعالى "وَكَتَبْنَا عَلَيْهِمْ فِيهَا أَنَّ النَّفْسَ بِالنَّفْسِ وَالْعَيْنَ بِالْعَيْنِ وَالْأَنْفَ بِالْأَنْفِ وَالْأُذُنَ بِالْأُذُنِ وَالسِّنَّ بِالسِّنِّ وَالْجُرُوحَ قِصَاصٌ فَمَنْ تَصَدَّقَ بِهِ فَهُوَ كَفَّارَةٌ لَهُ وَمَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ فَأُولَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ " ( ال

عن وصف من لم يحكم بما أنزل الله

صورة
     كنا قد كتبنا عدة مقالات عن معاني بعض المصطلحات في القرآن ، ووضحنا أنه يجب أن نضع كل مصطلح في موضعه ، ووضحنا أيضاً أننا في الغالب الأعم نفسر كل مصطلح بضده كما يقول الشاعر " بضدها تتبين الأشياء "  وقد إتحذت الجماعات التكفيرية في العصر الحديث بعض آيات كتاب الله لتكفير الحكام والمحكومين إستناداً لتفسيراتها لآيات القرآن . وعن وصف من لم يحكم بما أنزل الله الوارد في سورة المائدة يدور هذا المقال . فقد ورد ثلاثة أوصاف في سورة المائدة لمن لم يحكم بما أنزل الله هي بالترتيب " الكافرون " ، " الظالمون " ، " الفاسقون " . وعن معنى هذة المصطلحات في موضعها يدور هذا المقال . أول وصف وهو " الكفر " لمن لم يحكم بما أنزل الله في قوله تعالى "  وَمَن لَّمْ يَحْكُم بِمَا أَنزَلَ اللَّهُ فَأُولَٰئِكَ هُمُ الْكَافِرُونَ " ( المائدة 44 ) ، مسبوق بقوله تعالى " فَلَا تَخْشَوُا النَّاسَ وَاخْشَوْنِ وَلَا تَشْتَرُوا بِآيَاتِي ثَمَنًا قَلِيلًا ۚ " ( المائدة 44 ) ، لذا فضد الكفر هنا هو " الخشية " وليس الإيمان وهو ليس كفر قلبي أو عقائدي